للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٤٠٦٩) الحديث الحادي والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا شعبة عن منصور قال: سمعْتُ أبا وائل يحدّث عن عبد اللَّه:

عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "بئسما لأحدكم -أو قال: لأحدهم- أن يقول: نسيتُ آية كيتٍ وكيت، بل هو أُنسي (١). استذكروا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشدُّ تَفَصِّيًا (٢) من صدور الرِّجال من النَّعَم في عُقلها".

أخرجاه في الصحيحين (٣).

(٤٠٧٠) الحديث الثاني والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا صفوان بن عيسى قال: أخبرنا الحارث بن عبد الرحمن عن مجاهد عن ابن سَخبرة قال:

غدوتُ مع عبد اللَّه بن مسعود من مِنًى إلى عرفات، فكان يُلَبّي، وكان عبد اللَّه رجلًا آدمَ، له ضَفران، عليه مِسْحة أهل البادية، فاجتمع عليه غَوْغاءُ من غَوغَاء النّاس فقالوا: يا أعرابيُّ، إنّ هذا ليس يومَ تلبية، إنما هو يوم تكبير. قال: فعند ذلك التفت إليّ فقال: أَجَهِلَ الناسُ أم نَسُوا؟ والذي بعثَ محمّدًا بالحقّ، لقد خرجْتُ مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فما ترك التلبية حتى رمى جمرة العقبة، إلّا أن يخلطها بتكبير أو تهليل (٤).

(٤٠٧١) الحديث الثالث والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثنا شعبة عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن عبد اللَّه قال:

ما رأيْتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- دعا على قريشٍ غيرَ يوم واحدٍ فإنّه كان يصلّي ورهطٌ من قريش جلوس، وسلا جزور (٥) قريب منه، فقالوا: من يأخذُ هَذا السَّلا فيُلقيه على ظهره؟ فقال عقبة بن أبي مُعيط: أنا، فأخذه فألقاه على ظهره، فلم يزلْ ساجدًا حتى جاءت فاطمةُ فأخَذَتْه عن ظهره، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللهمَّ عليك الملأَ من قريش، اللهمّ عليك بعُتبة


(١) ويروى: نُسَي، وهما لغتان.
(٢) التفصّي: التّفلّت.
(٣) المسند ٧/ ٧١ (٣٩٦٠). ومن طريق شعبة أخرجه البخاري ٩/ ٧٩ (٥٠٣٢)، ومن طريق منصور أخرجه مسلم ١/ ٥٤٤ (٧٩٠). وسليمان بن داود الطيالسي، ثقة، من رجال مسلم. والحديث في مسنده ٣٤ (٢٦١).
(٤) المسند ٧/ ٧٢ (٣٩٦١). وإسناده صحيح. وصحّحه ابن خزيمة ٤/ ٢٥٠ (٢٨٠٦)، والحاكم على شرط مسلم ١/ ٤٦١، ووافقه الذهبي.
(٥) سلا الجزور: الجلدة التي يكون فيها ولد البهيمة عند ولادته.

<<  <  ج: ص:  >  >>