للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بينا نحن عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في قريب من ثمانين (١) رجلًا من قُريش ليس فيهم إلّا قرشي، لا واللَّه ما رأيْتُ صفحة وجوه رجالٍ قطٌّ أحسنَ من وجوههم يومئذٍ، فذكروا النساء فتحدّثوا فيهن، فتحدّث معهم حتى أحْبَبْتُ أن يسكُت. قال: ثم أتيته فتشهَّدَ ثم قال: "أمّا بعد يا معشر قُريش، فإنكم أهلُ هذا الأمر ما لم تَعصوا اللَّه عزّ وجلّ، فإذا عَصَيْتُمُوه بعث عليكم من يَلحاكم كما يُلحى هذا القضيبُ" لقضيب في يده، ثم لحا قضيبه فإذا هو أبيض يَصْلِدُ (٢).

أي يبرق.

(٤٠٩٦) الحديث الثامن والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثنا الحارث بن فُضَيل الأنصاري عن سفيان بن أبي العَوْجاء السُّلَمي عن أبي شُريح الخُزاعي قال:

كسفتِ الشمسُ في عهد عثمان بن عفّان وبالمدينة عبدُ اللَّه بن مسعود. قال: فخرج عثمان فصلّى بالناس تلك الصلاة ركعتين في سجدتين في كلّ ركعة، ثم انصرف عثمان فدخل داره، وجلس عبد اللَّه بن مسعود إلى حجرة عائشة وجلسْنا إليه، فقال: إنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يأمرُنا بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر، فإذا رأيْتُمُوه قد أصابهما فافْزَعوا إلى الصلاة، فإنها إنّ كانت التي تَحْذَرون كانت وأنتم على غير غفلة، وإن لم تكن كُنْتُم قد أصبْتُم خيرًا واكتسبْتموه (٣).

(٤٠٩٧) الحديث التاسع والتسعون: وبه عن ابن إسحق قال: حدّثنا محمد بن كعب القُرَظيّ عمّن حدّثه عن عبد اللَّه بن مسعود قال:


(١) في أبي يعلى "ثلاثين".
(٢) المسند ٧/ ٣٨٨ (٤٣٨٠)، ومن طريق إبراهيم بن سعد أبي يعقوب أخرجه أبو يعلى ٩/ ٤٣٨ (٥٠٢٤). وقال الهيثمي ٥/ ١٩٥: رجال أحمد رجال الصحيح. وأشار ابن حجر إلى الحديث في الفتح ١٣/ ١١٦، وقال: رجاله ثقات، إلّا أنّه من رواية عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود عن عمّ أبيه عبد اللَّه بن مسعود، ولم يدركه. . . وينظر تعليق محقّقي المسند.
(٣) المسند ٧/ ٣٩٦ (٤٣٨٧)، وأبو يعلى ٩/ ٢٧١ (٥٣٩٤)، والمعجم الكبير ١٠/ ١٢ (٩٧٨٢). قال في المجمع ٢/ ٢٠٩: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والبزّار، ورجاله موثّقون. ولضعف سفيان ضعَّفَ المحقّقون إسناد الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>