للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي خِداج غيرُ تمام فقلتُ: يا أبا هريرة، إنّي أكون أحيانًا وراء الإمام. فغَمَزَ أبو هريرة ذِراعي وقال: اقرأ بها يا فارسيُّ في نفسك، فإني سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "قال اللَّه عزّ وجلّ: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفُها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل". قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اقرأوا، يقول العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يقولُ اللَّه: حَمِدَني عبدي. يقول العبدُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يقول اللَّه: أثنى عليَّ عبدي. يقول العبدُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يقول اللَّه: مجَّدني عبدي. يقول العبد: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} يقول اللَّه عزّ وجلّ: هذه الآية بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل: قال: يقول العبدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فهؤلاء لعبدي، ولعبدي ما سأل".

انفرد بإخراجه مسلم (١).

(٤٣٥٦) الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَفّان قال: حدّثنا وُهَيب قال: حدّثني خُثَيم بن عِراك عن أبيه:

أن أبا هريرة قدِمَ المدينة في رَهط من قومه، والنبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بخيبر وقد استخلفَ سِباعَ بن عُرْفطة على المدينة، قال: فانتهيت إليه وهو يقرأ في صلاة الفجر في الركعة الأولى بـ {كهيعص} [فاتحة مريم] وفي الثانية: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} قال: فقلتُ لنفسي: ويلٌ لفلان، إذا اكتالَ اكتالَ بالوافي، وإذا كالَ كالَ بالناقص، قال: فلما صلّى زوَّدَنا شيئًا حتى أتَيْنا خيبرَ، وقد افتتحَ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- خيبر، قال: فكلَّم المسلمين فأشركونا في سهامهم (٢).

(٤٣٥٧) الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو هلال قال: حدّثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو آمن بي عشرةٌ من أحبار اليهود لآمنَ بي كلُّ يهوديٍّ على وجه الأرض".


(١) المسند ١٦/ ٢٥ (٩٩٣٢)، ومسلم ١/ ٢٩٦، ٢٩٧ (٣٩٥) عن مالك وغيره عن العلاء به. وإسحق بن عيسى الطبّاع، شيخ أحمد، من رجال مسلم.
(٢) المسند ١٤/ ٢٢٦ (٨٥٥٢)، وإسناده صحيح، وقد فصّل المحقّقون القول فيه، وذكروا طرقه ومصادره.

<<  <  ج: ص:  >  >>