للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٦١٤٥) الحديث السادس: وبالإسناد عنهما:

أن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا سَمِعْتُم الحديثَ عني تعرِفُه قلوبكم، وتلينُ له أشعارُكم وأبشاركم، وتَرَون أنّه منكم قريب، فأنا أولى به. وإذا سَمِعْتُم الحديثَ عني تُنكِرُه قلوبُكم، وتَنْفِرُ أشعارُكم وأبشاركم، وتَرَون أنّه منكم بعيد، فأنا أبعدُكم منه" (١).

(٦١٤٦) الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس بن محمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن الغَسيل قال: حدّثني أسيد بن علي عن أبيه عن عليّ بن عُبيد عن أبي أُسيد قال:

بينما أنا جالس عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذ جاءه رجل من الأنصار فقال: يا رسول اللَّه، هل بقي عليّ من بِرّ أبويَّ شيء بعد موتهما أبَرُّهما به؟ قال: "نعم، خصالٌ أربعة: الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلّا من قِبَلِهِما، فهو الذي بقي عليك من برّهما بعد موتهما" (٢).

(٦١٤٧) الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه الزُّبيري قال: حدّثنا عبد الرحمن الغَسيل قال: حدّثنا حمزة بن أبي أُسيد عن أبيه، وعبّاس بن سهل عن أبيه قالا:

مرّ بنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابٌ له، فخرجْنا معه حتى انطلَقْنا إلى حائطٍ يُقال له الشَّوط، حتى انتهينا إلى حائطين فجلْسنا بينهما، وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اجلسوا" ودخل هو وقد أُتِي بالجَونيّة، فعُزِلَت في بيتٍ أميمةَ بنت النّعمان بن شراحيل ومعها دايةٌ لها، فلمّا دخل عليها رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "هَبي لي نفسَك" قالت: وهل تَهَبُ المَلِكَةُ نفسَها للسُّوقة! قالت: إنّي أعوذُ باللَّه منك. قال: "لقد عُذْتِ بمَعاذ". ثم خرج علينا فقال: "يا أبا أُسيد، اكْسُها رازِقِيَّين، وألحِقْها بأهلها".


(١) المسند ٢٥/ ٤٥٦ (١٦٠٥٨) وإسناده صحيح كسابقه، وبهذا الإسناد صحّحه ابن حبّان ١/ ٢٦٤ (٦٣). وقال الهيثمي ١/ ١٥٤: رجاله رجال الصحيح. والحديثان سبقا في مسند أبي حميد.
(٢) المسند ٢٥/ ٤٥٧ (١٦٠٥٩). ومن طرق عن عبد الرحمن بن الغسيل أخرجه البخاري في المفرد ١/ ٢٢ (٣٥)، وأبو داود ٤/ ٣٣٦ (٥١٤٢)، وابن ماجه ٢/ ١٢٠٨ (٣٦٦٤)، وابن حبّان ٢/ ١٦٢ (٤١٨). وقد ضعّف المحقّقون إسناد، لجهالة علي بن عُبيد، ومع ذلك صححه الحاكم ٤/ ١٥٤، ووافقه الذهبي. ينظر الضعيفة ٢/ ٦٢ (٥٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>