للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راحلته، ثم ذهب حتى توارى عنّي في سواد الليل، ثم توضّأ فذهبت أنزعُ خُفّيه، فقال: "دَعْهما، فإني أَدْخَلْتُهما وهما طاهرتان" فمسح عليهما.

أخرجاه (١).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثني التّيمي عن بكر عن الحسن عن ابن المغيرة عن أبيه:

أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- توضّأ، فمسح بناصيته، ومسح على الخُفّين والعمامة.

قال بكر: وقد سمعته من ابن المغيرة.

أخرجاه (٢).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن أبي قيس عن هُزيل بن شُرَحْبيل عن المغيرة بن شعبة:

أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- توضّأ ومسحَ على الجوربَين والنعلَين.

قال الترمذي: هذا حديث صحيح (٣).


(١) المسند ٤/ ٢٥٥. واختصر منه المؤلّف. ومن طريق زكريا في البخاري ١/ ٣٠٩ (٢٠٦). ٨/ ٢٦٨ (٥٧٩٩)، ومسلم ١/ ٢٣٠ (٢٧٤).
(٢) المسند ٤/ ٢٥٥. وأخرجه مسلم بالإسنادين ١١/ ٢٣١ (٢٧٤). وينظر الترمذي ١/ ١٧٠ (١٠٠) وتعليق الشيخ أحمد شاكر.
(٣) المسند ٥/ ٢٥٢، والترمذي ١/ ١٦٧ (٩٩) وقال: حسن صحيح وأبو داود ١/ ٤١ (١٥٩)، وابن ماجه ١/ ١٨٥ (٥٥٩). ومن طريق سفيان في صحيح ابن خزيمة ١/ ٩٩ (١٩٨)، وابن حبّان ٤/ ١٦٧ (١٣٣٨).
وللعلماء حول هذا الحديث كلام طويل: قال أبو داود: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يُحدّث بهذا الحديث، لأن المعروف عن المغيرة أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مسح على الخفّين. قال: وروي هذا أيضًا عن أبي موسى الأشعري عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنّه مسح على الجوربين، وليس بالمتّصل ولا بالقوي. قال أبو داود: ومسح على الجوربين عليُّ بن أبي طالب وابن مسعود والبراء بن عازب وأنس بن مالك وأبو أمامة وسهل بن سعد وعمرو بن حريث، وروي ذلك عن عمر بن الخطاب وابن عبّاس. ونقل الشيخ أحمد شاكر كلامًا طويلًا حول الحديث، واعترض النووي على تصحيح الترمذي له، وقوّى كلام الترمذي واحتجّ له. وينظر تعليق الشيخ شعيب على ابن حبّان.

<<  <  ج: ص:  >  >>