للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن أُزوِّجَكِهِ؟ قالت: نعم. قال: ادعيه لي. فجاء رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فزوَّجَها إياه. فجاء أخوها

عبد الله بن زمعة من الحجِّ، فجعل يحثي في رأسه الترابَ. فقال بعد أن أسلم: لَعَمْرُك،

إنّي لسفيهٌ يومَ أحثي في رأسي التُّرابَ أن تزوَّجَ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ابنةَ زَمْعة.

قالت عائشة: فقَدِمْنا المدينة، فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج في السُّنْح، فجاء

رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فدخلَ بيتَنا، فاجتمعَ إليه رجالٌ من الأنصار ونساء، فجاءتني أمّي وإني

لفي أُرجوحة بين عَذْقَين تَرْجُحُ بي، فأنزلَتْني من الأُرجوحة، ولي جُمَيمة ففرّقَتْها،

ومَسَحَتْ وجهي بشيءٍ من ماء، ثم أقبلتْ تقودُني حتى وقفت عند البالب وإني لأَنْهَجُ،

حتى سَكَنَ من نَفَسي، ثم دخلتْ بي، فإذا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جالسٌ على سرير في بيتنا

وعنده رجال ونساء من الأنصار، فأجلسَتْني في حِجره، ثم قالت: هؤلاء أهلُك، فباركَ اللهُ

لك فيهم وبارك لهم فيك. فوثا الرجالُ والنساء فخرجوا، وبنى بي رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في

بيتنا، ما نُحِرَت عليَّ جَزورٌ ولا ذُبِحَتْ عليّ شاة، حتى أرسلَ إلينا سعدُ بن عُبادة بجَفنةٍ

كان يُرسلُ بها إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا دار إلى نسائه، وأنا يومئذٍ ابنةُ تسع سنين (١).

* طريق لبعضه:

حَدَّثَنَا البخاري قال: حَدَّثَنَا فَروة بن أبي المَغراء داك: حدّثني علي بن مُسهر عن

هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

تزوَّجَني النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأنا بنتُ ستّ سنين، فقَدمْنا المدينة، فنزلْنا في بنى الحارث بن

الخزرج، فَوَعِكْتُ، فتمزّق شعري فوفى جُمَيْمَةً (٢)، فأتَتْني أمُّ رومان وإني لفي أُرجوحة

ومعي صواحبُ لي، فصَرَختْ بي، فأتيْتُها ما أدري ما تريد، فأخذلسا بيدي حتى وَقَفَتْني

على باب الدار، وإنّي لأنْهَجُ حتى سكن بعضُ نَفَسي، ثم أخذت شيئًا من ماء فمسحت

به وجهي ورأسي، ثم أدْخَلَتْني الدار، فإذا نسوة من الأنجصار في البيت، فقلن: على الخير


(١) المسند ٦/ ٢١٠، ومن طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى - بن عبد الرَّحمن بن حاطب - أخرجه
الطبراني في الكبير ٢٣/ ٢٣ (٥٧)، ٢٤/ ٣٠ (٨٠)، وحسن ابن حجر إسناده - الفتح ٧/ ٢٢٥، قال
الهيثمي بعد أن نقله في المجمع ٩/ ٢٢٨ - ٢٣٠: في الصحيح طرف منه، رواه أحمد، بعضه صرَّح فيه
بالاتصال عن عائشة، وأكثره مرسل، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة، وثَّقه غير واحد، وبقيّة رجاله
رجال الصحيح.
(٢) الجُميمة: الشعر النازل إلى الأذنين. ومعنى وفى جميمة: أي كثر فصار هكذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>