للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "العَهْدُ الذي بيننا وبينهم تركُ الصلاة، فمن تركَها فقد كفر" (١).

(٧٠٦) الحديث العشرون: وبه عن بُريدة:

أن معاذ بن جبل صلّى بأصحابه صلاة العشاء، فقرأ فيها: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} فقام رجلٌ من قبل أن يفرُغَ. فصلَّى وذهب، فقال له معاذ قولًا شديدًا، فأتى الرجلُ النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فاعتذر إليه، فقال: إنّي كُنْتُ أعملُ في نخلٍ وخفْتُ على الماء. فقال رسول اللَّه: "صَلّ بـ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ونحوها من السُّوَر" (٢).

(٧٠٧) الحديث الحادي والعشرون: وبه عن بُريدة قال:

حاصرْنا خيبر، فأخذ اللواءَ أبو بكر، فانصرف ولم يُفْتَح له، ثم أخذَه من الغد عمر فخرجَ فرجعَ ولم يفتح له، وأصابَ النّاسَ يومئذ شِدّةٌ وجَهد، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّي دافعٌ اللواء غدًا إلى رجلٍ يُحِبُّه اللَّه ورسولُه، ويُحِبُّ اللَّهَ ورسولَه، لا يرجعُ حتى يُفْتَح له". فبِتْنا طيّبَةً أنفسُنا أنّ الفتحَ غدًا، فلمّا أن أصبح رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلّى الغداة، ثم قام قائمًا، فدعا باللواء والناسُ على مصافِّهم، فدعا عليًا وهو أرمدُ، فَتَفَلَ في عينَيه، ودفعَ إليه اللواء، ففُتح. قال بُريدة: وأنا فيمن تطاول لها (٣).


(١) المسند ٥/ ٣٥٥. ومن طريق علي بن الحسين بن شقيق عن الحسين بن واقد في ٥/ ٤٣٦، ومن طريق الحسين أخرجه النسائي ١/ ٢٣١، وابن ماجة ١/ ٣٤٢ (١٠٧٩)، والترمذي ٥/ ١٥ (٢٦٢١) قال: وفي الباب عن أنس وابن عبّاس. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وصحّحه الألباني. وابن حبّان ٤/ ٣٠٥ (١٤٥٤). وقال الحاكم ١/ ٦: هذا حديث صحيح الإسناد، لا نعرف له علّة بوجه من الوجوه، فقد احتجّا جميعًا بعبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه، واحتجّ مسلم بالحسين بن واقد، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، ولهذا الحديث شاهد صحيح على شرطهما جميعًا. ووافقه الذهبي.
(٢) المسند ٥/ ٣٥٥، ورجاله رجال الصحيح كما في المجمع ٣/ ١٢١. وروى الشيخان عن جابر مثله (مع الخلاف في اسم السورة) الجمع ٢/ ٣٥١ (٥٧٠)، وجمع الألباني في الإرواء ١/ ٣٢٨ - ٣٣١ روايات الحديث وطرقه، وصحّحها. وقد روى البوصيري في إتحاف المهرة ٢/ ٢٣٤ (١٥٩٣) الحديث عن زهير، عن علي بن الحسن، عن الحسين بن واقد به، ثم قال: هذا إسناد صحيح، بل قيل فيه: إنّه من أصحّ الإسناد. ورواه أحمد بن حنبل في مسنده. . .
(٣) المسند ٥/ ٣٥٣. وجعل الهيثمي رجاله رجال الصحيح ٦/ ١٥٣. ولدفع النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- الراية إلى عليّ يوم خيبر شواهد وروايات في الصحيحين، عن سعد بن أبي وقاص، وسهل بن سعد، وسلمة بن الأكوع - ينظر الجمع ١/ ١٩٧، ٥٥٠، ٥٧٤ (٢٠٨، ٩٠٦، ٩٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>