للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انفرد بإخراجه مسلم (١).

(٧٢٠) الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الوارث قال: حدّثنا محمّد بن جُحادة عن سُليمان بن بُريدة عن أبيه قال:

سمعْتُ رسول اللَّه يقول: "مَن أنْظَرَ مُعْسِرًا فله بكلِّ يوم مِثلُه صدقه". قال: ثم سمعْتُه يقول: "من أنْظَر مُعْسِرًا فله بكلّ يوم مِثلاه صدقة". قُلْتُ: سَمِعْتُك يا رسول اللَّه تقول: "من أنظرَ مُعْسِرًا فله بكلِّ يوم مثلُه صدقة" ثم سمعْتُك تقول: "من أنظرَ مُعْسِرًا فله بكلِّ يومٍ مِثلاه صدقة" قال: "له بكلِّ يوم صدقة قبلَ أن يَحِلَّ الدّين، فإذا حلَّ الدَّينُ فله بكلّ يوم مِثلاه صدقة" (٢).

(٧٢١) الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: أخبرنا مالك عن ابن بُريدة (٣) عن أبيه قال:

خرج بُريدة عشاءً، فلَقِيَه النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأخذ بيدهِ فأدخلَه المسجدَ، فإذا صوتُ رجلٍ يقرأُ، فقال النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تراه مرائيًا" فأُسكت بُريدة. فإذا رجلٌ يدعو فقال: اللهمّ إنّي أسألُك بأنّي أشهدُ أنّك أنتَ اللَّه لا إله إلّا أنتَ الأحد الصَّمَد، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَد، ولم يكن لهُ كُفوًا أحد. فقال النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده، لقد سألَ اللَّه عزّ وجلّ باسمه الأعظم، الذي إذا سُئِلَ به أعطى، وإذا دُعِي به أجاب".

فلمّا كان من القابلة خرج بُريدةُ عشاء، فلَقِيَه النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأخَذَ بيده فأدخله المسجدَ، فإذا صوتُ الرجل يقرأ، فقال النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تقولُه مرائيًا؟ " فقال بُريدة: أتقوله: مرائيًا يا رسول اللَّه؟ فقال النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا، بل هو مُنيب، بل هو مُنيب" فإذا الأشعريُّ يقرأ بصوتٍ


(١) المسند ٥/ ٣٦٠، ورواه مسلم ١/ ٣٩٧، ٣٩٨ (٥٦٩) عن عبد الرّزاق عن سفيان الثوري، وعن وكيع عن أبي سنان، وعن جرير عن محمّد بن شيبة، ثلاثتهم عن عقمة بن مرثد. فالحديث صحيح، ومؤمل فيه كلام في حفظه، ولكنه متابع على هذا الحديث.
(٢) المسند ٥/ ٣٦٠، وإسناده صحيح، ورجاله ثقات. وصحّحه البوصيري عن أحمد وأبي يعلى ٣/ ٣٥٧ (٢٨٥٧). ورواه الحاكم في المستدرك ٢/ ٢٩ من طريق عفّان، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وصحّح الحديث الألباني في الصحيحة ١/ ١٧٠ (٨٦)، وتعقّب الحاكم والذهبي بأن سُليمان أخرج له مسلم وحده دون البخاري، والشيخان أخرجا لعبد اللَّه.
(٣) وهو عبد اللَّه. ومالك هو ابن مِغْول.

<<  <  ج: ص:  >  >>