للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت: فواللَّه إنّا على ذلك إذ نزل به - يعني من يُنازعه في مُلكه. قالت: فواللَّه ما عَلِمْنا حُزنًا قطُّ كان أشدّ من حزنٍ حَزِنّاه عند ذلك، تَخَوُّفًا أن يظهر ذلك على النجاشيّ، فيأتي رجلٌ لا يعرف من حقّنا ما كان النجاشيّ يعرف منه.

قالت: فسار النجاشيّ وبينهما عَرض النيل، فقال أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: من رجلٌ يخرج حتى يحضُرَ وقعةَ القوم ثم يأتينا بالخبر؟ قالت: فقال الزُّبير: أنا. قالت وكان من أحدثِ القومِ سِنًّا، فنفخوا له قِربةً فجعلَها في صدره، ثم سبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها مُلتقى القوم، ثم انطلق حتى حضرَهم. قالت: ودعَونا اللَّه للنجاشيّ بالظُّهور على عدوّه والتَّمكين له في بلاده - فاستوسقَ (١) له أمر الحبشة، فكنّا عنده في خير منزلٍ حتى قَدِمْنا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو بمكّة (٢).

* * * *


(١) استوسق: اجتمع.
(٢) المسند ٣/ ٢٦٣ (١٧٤٠)، والمعجم الكبير ٢/ ١٠٩ - ١١١ (١٤٧٨، ١٤٧٩) وحسّن محقّق المسند إسناده، لأن فيه ابن إسحق. قال الهيثمي في المجمع ٦/ ٢٧ - وجعله عن أمِّ سلمة: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحق، وقد صرّح بالسماع.
ولم يذكر الإمام أحمد لجعفر غير هذا الحديث، وأعاده ٥/ ٢٩٠. وقد جُعل الحديث في الأطراف والإتحاف في مسند أمّ سلمة. وجعله ابن كثير في الجامع ٣/ ٩٤ في مسند جعفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>