للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيف تصنع؟ " قلتُ: اللَّهُ ورسولُه أعلم. قال: "اقْعُدْ في بيتك، وأَغْلِق عليك بابَك" قلتُ: فإن لم أُتْرَكْ. قال: "فأْتِ من أنت منهم فكن فيهم" قلت. فآخذ سلاحي؟ قال: "إذن تشاركَهم فيما هم فيه. ولكن إن خشيتَ أن يروعَك شعاعُ السيف، فأَلْقِ طرفَ ردائك على وجهك كي يبوءَ بإثمه وإثمك" (١).

(١٢٦١) الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد قال: حدّثنا أبو عمران الجَوني عن عبد اللَّه بن الصّامت عن أبي ذرّ:

أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يا أبا ذرٍّ، إذا طبخْتَ فأكثِرِ المَرَق، وتعاهدْ جيرانَك. أو اقْسِم بين جيرانك".

انفرد بإخراجه مسلم (٢).

(١٢٦٢) الحديث الخامس والعشرون: وبالإسناد عن أبي ذرّ قال:

قلتُ: يا رسولَ اللَّه، ما آنيةُ الحوض؟ قال: "والذي نفسي بيده، لآنيتُه أكثرُ من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المُظلمة المُصْحِية. آنيةُ الجنّة من شرب منها لا يظمأ آخرَ ما عليه، يَشخُبُ (٣) فيه مِيزابان من الجنّة، من شَرِبَ منه لم يظمأْ، عَرضُه مثلُ طوله، ما بين عمَان إلى أيلةَ. ماؤه أشدُّ بياضًا من اللبن، وأحلى من العَسل".

انفرد بإخراجه مسلم (٤).

(١٢٦٣) الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن فُضيل قال: حدّثني فُلَيت العامريّ عن جَسرة العامريّة عن أبي ذرٍّ قال:

صلّى رسول اللَّه ليلةً فقرأ آية حتى أصبح، يركع بها، ويسجد بها: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: ١١٨] فلمّا أصبح قلتُ: يا رسول اللَّه، ما زِلْتَ تقرأُ هذه الآية حتى أصبَحْتَ، تركعُ بها، وتسجدُ بها. قال: "إنّي سألتُ ربّي


(١) المسند ٥/ ١٤٩. ورجاله رجال الصحيح. وقد صحّحه ابن حبان ١٥/ ٧٩ (٦٦٨٥)، ووافقه المحقّق. وينظر المستدرك ٢/ ١٥٦، ٤/ ٤٢٣.
(٢) المسند ٥/ ١٤٩، ومسلم ٤/ ٢٠٢٥ (٢٦٢٥). وأخرجه البخاري في الأدب المفرد ١/ ٦١ (١١٤) بهذا الإسناد.
(٣) يشخب: يسيل.
(٤) المسند ٥/ ١٤٩، ومسلم ٤/ ١٧٩٨ (٢٣٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>