للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابنُ لَهيعة قال: حدّثنا أبو قَبيل عن عبد اللَّه بن ناشر من بني سريع قال: سمعت أبا رُهم قاصّ أهلِ الشام يقول: سمعْتُ أبا أيّوب الأنصاريّ يقول:

إنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج ذات يوم إليهم فقال لهم: "إنّ ربّكم عزّ وجلّ خيَّرَني بين سبعين ألفًا يدخلون الجنّة عفوًا بغير حساب وبين الخَبيئة عنده لأمَّتي" فقال له بعض أصحابه: يا رسول اللَّه، أَيَخْبَأ ذلك ربُّك؟ فدَخَل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم خرج وهو يكبِّرُ، فقال: "إنّ ربّي زادَني مع كلّ ألف سبعين ألفًا والخَبيئة عنده" قال أبو رُهم: يا أبا أيّوب، وما تظنّ خَبيئَةَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فأكلَه النّاسُ بأفواههم، فقالوا: وما أنت وخبيئةَ رسول اللَّه؟ فقال أبو أيوب: دعوا الرّجل عنكم، أُخبرُكم عن خبيئة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كما أظنّ، بل كالمُسْتَيقن: إنّ خبيئة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يقول: ربِّ، من شَهِدَ أن لا إله إلّا اللَّه وحدَه لا شريكَ له وأن محمّدًا عبده ورسوله مصدّقًا لسانَه قلبُه، فأَدْخِلْه الجنّة (١).

(١٥٤٩) الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زكريا بن عديّ قال: أخبرنا بقيّة عن بَحير بن سعد عن خالد بن مَعدان أن أبا رُهم السَّمَعي حدّثهم عن أبي أيّوب قال:

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من عبدَ اللَّهَ لا يُشْركُ به شيئًا، وأقامَ الصلاةَ، وآتى الزكاة، وصام رمضان، واجتنب الكبائر، فله الجنّة - أو أُدْخِلَ الجنّة".

فسأله: ما الكبائر؟ فقال: "الشّرك باللَّه، وقتل نفس مسلمة، والفرارُ يومَ الزَّحف" (٢).

(١٥٥٠) الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حيوة بن شُريح قال: حدّثنا


(١) المسند ٥/ ٤١٣. وهو في المعجم الكبير ٤/ ١٢٧ (٣٨٨٢) من طريق ابن لَهيعة، وفيه عبّاد بن ناشرة. قال في المجمع ١٠/ ٣٧٨: رواه أحمد والطبراني، وفيه عبّاد بن ناشرة من بني سريع، ولم أعرفه، وابن لَهيعة ضعفه الجمهور. وقال ١٠/ ٤١٩: رواه أحمد والطبراني، وفي إسنادهما ضَعف. وقال البوصيريّ في الإتحاف ١٠/ ٤٩٧ (١٠٢٤٤): رواه أحمد والطبراني، ومدار إسناديهما على ابن لَهيعة، وهو ضعيف.
وقد وردَ اسم الراوي الذي من بني سريع في الإتحاف ٤/ ٣٨٩ (٤٤٢٠)، والأطراف ٦/ ٦١ (٧٤٤٥) عبد اللَّه ابن ناشر، كما في المسند. ولم يذكره ابن حجر في التعجيل في عبد اللَّه، ولا عبّاد. وذكر ابن أبي حاتم في الجرح ٥/ ١٨٥ عبد اللَّه بن ناشر الكناني. ولكنه لم يرو عن أبي رُهم، ولم يرو عنه أبو قبيل، ويبدو أنّه آخر، وعليه فإن ابن ناشرة مجهول، وابن لهيعة ضعيف. فالإسناد ضعيف.
(٢) المسند ٥/ ٤١٣. وهو طريق آخر للحديث الثالث، الذي رواه أحمد عن أبي عبد الرحمن المقرىء، عن حيوة عن بقية.

<<  <  ج: ص:  >  >>