قال ابن رجب الحنبلي في فتح الباري (٩/ ١٠٢): وقد تكلَّم في حديث هشام هذا غيرُ واحدٍ. قال ابن عبد البر: قد أنكره مالك. وقال: مذ صار هشام إلى العراق أتانا عنه ما لَم يعرف منه. وقد أعلَّه الأثرم بأنه يقال في حديثه: كان يوتر بواحدة، كذا رواه مالك وغيره عن الزهري. ورواه عمرو بن الحارث ويونس عن الزهري، وفي حديثهما: يُسلّم من كل ركعتين، ويوتر بواحدة , وقد خرجه مسلم من طريقهما أيضاً. وكذا رواه ابن أبي ذئب والأوزاعي عن الزهري. خرَّج حديثهما أبو داود ٠ قال الأثرم: وقد روى هذا الحديث عن عائشة غير واحد، لَم يذكروا في حديثهم ما ذكره هشام عن أبيه من سرْد الخمس. ورواه القاسم عن عائشة، في حديثه: يوتر بواحدة. ولَم يوافق هشاماً على قوله إلاَّ ابن إسحاق، فرواه عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة - بنحو رواية هشام. وخرجه أبو داود من طريقه كذلك. ورواه أيضا سعد بن هشام عن عائشة، واختلف عليه فيه: فخرجه مسلم من رواية قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام، أنه سأل عائشةَ عن وتر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: كان يُصلِّي تسع ركعات، لا يجلس إلاَّ في الثامنة، فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثُمَّ ينهض ولا يسلم، ثم يقوم فيصلي ركعة، ثم يقعد، فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم يسلم تسليماً يسمعنا، ثم يُصلِّي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد، فتلك إحدى عشرة ركعة، فلما أسنَّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذه اللحم أوتر بسبع، وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأول، فتلك تسع يا بني. وقد خرّجه أبو داود بلفظ آخر، وهو أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يُصلِّي ثمان ركعات، لا يجلس فيهن إلاَّ عند الثامنة، فيجلس فيذكر الله، ثم يدعو، ثم يسلّم تسليماً، ثم يُصلِّي ركعتين وهو جالس بعدما يسلم، ثم يُصلِّي ركعة، فتلك إحدى عشرة ركعة. وفي هذه الرواية: أنه كان يُصلِّي الركعتين جالساً قبل الوتر، ثم يوتر بعدها بواحدة. وهذا يخالف ما في رواية مسلم. ورواه سعد بن هشام عن عائشة، واختلف عليه في لفظه: فروي عنه: الوتر بتسعٍ، وروي عنه: بواحدة. ورواه أبان عن قتادة بهذا الإسناد، ولفظه: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوتر بثلاث، ولا يقعد إلاَّ في آخرهن. قال الإمام أحمد: فهذه الرواية خطأ. =