(٢) ابن هلال بن حريج بن مرّة , يكنّى أبا سليمان. قال ابن إسحاق: كان من حلفاء الأنصار، قدِمَتْ به أمّه بعد موت أبيه، فتزوجها رجلٌ من الأنصار، وكان رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يعرض غلمان الأنصار، فمرّ به غلام، فأجازه في البعث، وعرض عليه سمرة فردّه، فقال: لقد أجزت هذا ورددتني، ولو صارعته لصرعته، قال: فدونكه فصارعه، فصرعه سمرة فأجازه. وعن عبد اللَّه بن بريدة، عن سمرة: كنت غلاماً على عهد رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، فكنت أحفظ عنه. ونزل سمرة البصرة، وكان زياد يستخلفه عليها إذا سار إلى الكوفة، وكان شديداً على الخوارج، فكانوا يطعنون عليه، وكان الحسن وابن سيرين يثنيان عليه. ومات سمرة قبل سنة ستين. قال ابن عبد البرّ: سقط في قدر مملوءٍ ماء حاراً، فكان ذلك تصديقاً لقول رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - له ولأبي هريرة ولأبي محذورة: آخركم موتاً في النّار. قيل: مات سنة ثمان، وقيل سنة تسع وخمسين، وقيل في أول سنة ستين. قاله في الإصابة بتجوز.