(٢) وتمامه (.. فكلَّمه أصحابه، فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بأخرى، فإما تقرأ بها وإما أن تدعها، وتقرأ بأخرى فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلمَّا أتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر، فقال: يا فلان، ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك، وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ فقال: إني أحبها، فقال: حبك إياها أدخلك الجنة. ذكره في كتاب الصلاة باب الجمع بين السورتين في الصلاة. قال في " الفتح " (٢/ ٢٥٧): حديثه هذا وصله التّرمذيّ والبزّار عن البخاريّ عن إسماعيل بن أبي أويسٍ , والبيهقيّ من رواية محرز بن سلمة كلاهما عن عبد العزيز الدّراورديّ عنه بطوله. قال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من حديث عبيد الله عن ثابتٍ , قال: وقد روى مبارك بن فضالة عن ثابتٍ فذكر طرفاً من آخره. وذكر الطّبرانيّ في الأوسط أنّ الدّراورديّ تفرّد به عن عبيد الله. وذكر الدّارقطنيّ في العلل , أنّ حمّاد بن سلمة خالف عبيد الله في إسناده , فرواه عن ثابتٍ عن حبيب بن سبيعة مرسلاً. قال: وهو أشبه بالصّواب , وإنّما رجّحه لأنّ حمّاد بن سلمة مقدّمٌ في حديث ثابتٍ , لكنّ عبيد الله بن عمر حافظٌ حجّةٌ , وقد وافقه مباركٌ في إسناده , فيحتمل أن يكون لثابتٍ فيه شيخان. انتهى