للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحديث التاسع والثلاثون]

٢٥٤ - وعن ابن عمر - رضي الله عنه - , قال: جمع النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بين المغرب والعشاء بجمعٍ , لكل واحدةٍ منهما إقامةٌ. ولَم يسبّح بينهما , ولا على إثر واحدةٍ منهما. (١)

قوله: (بجمعٍ) بفتح الجيم وسكون الميم أي: المزدلفة , وسمّيت جمعاً , لأنّ آدم اجتمع فيها مع حوّاء وازدلف إليها أي دنا منها.

وروي عن قتادة: أنّها سُمِّيت جمعاً لأنّها يجمع فيها بين الصّلاتين.

وقيل: وصفت بفعل أهلها لأنّهم يجتمعون بها ويزدلفون إلى الله. أي: يتقرّبون إليه بالوقوف فيها.

وسمّيت المزدلفة: إمّا لاجتماع النّاس بها , أو لاقترابهم إلى منًى , أو لازدلاف النّاس منها جميعاً , أو للنّزول بها في كل زلفة من الليل , أو لأنّها منزلة وقربة إلى الله , أو لازدلاف آدم إلى حوّاء بها.

قوله: (بإقامةٍ) (٢) لَم يذكر الأذان , وسيأتي البحث فيه.


(١) أخرجه البخاري (١٥٨٩) من طريق ابن أبي ذئب , ومسلم (١٢٨٨) من طريق مالك كلاهما عن الزهري عن سالم بن عمر عن أبيه به. واللفظ للبخاري.
ولمسلم (١٢٨٨) من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه نحوه.
(٢) ولمسلم (١٢٨٨) من طريق الحكم وسلمة بن كهيل وأبي إسحاق عن سعيد بن جبير. قال: أفضنا مع ابن عمر حتى أتينا جمعاً، فصلى بنا المغرب والعشاء بإقامة واحدة، ثم انصرف، فقال: هكذا صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا المكان.
وهو صريحٌ في الاقتصار على إقامة واحدةٍ للصلاتين جميعاً. وقد اضطرب النقل عن ابن عمر في ذلك على روايات متعدّدة موفوعة يعسر الجمع بينها لتعذّر التعدّد , إلاّ ما كان من فعله غير مرفوع.
ولذا قال ابن القيم في " تهذيب السنن " (٥/ ٢٨٦): وهذه الروايات صحيحة عنه فيسقط الأخذ بها لاختلافها واضطرابها.
قلت: ولعّله من أجل هذا الاضطراب. قال الشارح كما سيأتي بعد ذِكره للخلاف: وقد جاء عن ابن عمر كلّ واحدٍ من هذه الصّفات.

<<  <  ج: ص:  >  >>