(٢) أخرجه البخاري في موضعين. أمّا الأول ففي " المناقب " (٣٣١٧) بلفظ " ليس من رجل ادعى لغير أبيه - وهو يعلمه - إلَّا كفر، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب، فليتبوأ مقعده من النار ". والموضع الآخر في " الأدب " (٥٦٩٨) بلفظ " لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلَّا ارتدَّت عليه، إن لَم يكن صاحبه كذلك ". أخرجه في الموضعين عن شيخه أبي معمر حدثنا عبد الوارث عن الحسين به ... . قال ابن حجر في الفتح: هو حديث واحدٌ فرّقه البخاري حديثين. (٣) يقال: إنَّ إسلامه كان بعد أربعة , وانصرف إلى بلاد قومه فأقام بها حتى قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ومضت بدرٌ وأحدٌ , ولم تتهيأ له الهجرة إلَّا بعد ذلك , وكان طويلاً أسمر اللون نحيفاً. وقال أبو قلابة عن رجل من بني عامر: دخلت مسجد منى فإذا شيخ معروقُ آدم عليه حلة قطري فعرفتُ أنه أبو ذر بالنعت. وفي مسند يعقوب بن شيبة من رواية سلمة بن الأكوع: أنَّ أبا ذر كان طويلاً. قال أبو إسحاق السبيعي: عن هانئ بن هانئ عن علي: أبو ذر وعاء مليء علماً ثم أوكىء عليه. أخرجه أبو داود بسند جيد. وأخرجه أبو داود أيضاً وأحمد عن عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما أقلَّت الغبراء , ولا أظلَّت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر. وفي الباب عن علي وأبي الدرداء وأبي هريرة وجابر وأبي ذر. ذكر طرقها ابن عساكر في ترجمته. وفاته بالربذة سنة ٣١. وقيل في التي بعدها. وعليه الأكثر , ويقال: إنه صلَّى عليه عبد الله بن مسعود في قصة رويت بسند لا بأس به , وقال المدائني: إنه صلَّى عليه ابن مسعود بالربذة ثم قدم المدينة فمات بعده بقليل. من الإصابة بتجوز.