١٥٤ - عن أبي موسى الأشعريّ - رضي الله عنه - , قال: خسفت الشّمس على زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقام فَزِعاً , يخشى أن تكون السّاعة , حتّى أتى المسجد. فقام , فصلَّى بأطول قيامٍ وسجودٍ , ما رأيته يفعله في صلاته قطّ , ثمّ قال: إنّ هذه الآيات التي يرسلها الله عزّ وجل: لا تكون لموت أحدٍ ولا لحياته. ولكنّ الله يرسلها يخوّف بها عباده , فإذا رأيتم منها شيئاً فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره. (١)
قوله:(فقام النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فزعاً) بكسر الزّاي صفة مشبّهة، ويجوز الفتح على أنّه مصدر بمعنى الصّفة.
قوله:(يخشى أن تكون السّاعة) بالضّمّ على أنّ كان تامّة , أي: يخشى أن تحضر السّاعة، أو ناقصة والسّاعة اسمها والخبر محذوف، أو العكس.
قيل: وفيه جواز الإخبار بما يوجبه الظّنّ من شاهد الحال، لأنّ سبب الفزع يخفى عن المشاهد لصورة الفزع , فيحتمل أن يكون الفزع لغير ما ذكر.
فعلى هذا فيشكل هذا الحديث من حيث إنّ للسّاعة مقدّمات كثيرة لَم تكن وقعت كفتح البلاد , واستخلاف الخلفاء , وخروج الخوارج. ثمّ الأشراط كطلوع الشّمس من مغربها والدّابّة والدّجّال والدّخان
(١) أخرجه البخاري (١٠١٠) ومسلم (٩١٢) من طريق بُريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى - رضي الله عنه -.