الاحتمال الأول: أن تكون قصّة الكسوف وقعت قبل إعلام النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بهذه العلامات.
الثاني: لعله خشي أن يكون ذلك بعض المقدّمات.
الثالث: أنّ الرّاوي ظنّ أنّ الخشية لذلك , وكانت لغيره كعقوبةٍ تحدث كما كان يخشى عند هبوب الرّيح. هذا حاصل ما ذكره النّوويّ تبعاً لغيره.
الرابع: زاد بعضهم أنّ المراد بالسّاعة غير يوم القيامة، أي: السّاعة التي جعلت علامة على أمر من الأمور، كموته - صلى الله عليه وسلم - أو غير ذلك.
وفي الأوّل نظرٌ , لأنّ قصّة الكسوف متأخّرة جدّاً، فإنّ موت إبراهيم كان في العاشرة كما اتّفق عليه أهل الأخبار (١) وقد أخبر النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بكثيرٍ من الأشراط والحوادث قبل ذلك.
وأمّا الثّالث , فتحسين الظّنّ بالصّحابيّ يقتضي أنّه لا يجزم بذلك إلاَّ بتوقيفٍ.
وأمّا الرّابع , فلا يخفى بعده.
(١) فائدة. قال الشارح في " الفتح " (٧/ ١٣٧): جميع أولاد النبي - صلى الله عليه وسلم - من خديجة إلاَّ إبراهيم فإنه كان من جاريته مارية , والْمُتفق عليه من أولاده منها القاسم. وبه كان يكنى مات صغيراً قبل المبعث أو بعده , وبناته الأربع زينب ثم رقية ثم أم كلثوم ثم فاطمة , وقيل كانت أم كلثوم أصغر من فاطمة , وعبد الله ولد بعد المبعث. فكان يقال له الطاهر والطيب , ويقال هما اخوان له , وماتت الذكور صغاراً باتفاق. انتهى