للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحديث الثامن والثمانون]

١٣٧ - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - , قال: صحِبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فكان لا يزيد في السّفر على ركعتين , وأبا بكرٍ وعمر وعثمان كذلك. (١)

قوله: (فكان لا يزيد في السفر على ركعتين) في رواية لهما " صحبت النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم أره يسبح في السفر " , والمقصود أنّه مطلق , أي: يتنفّل الرّواتب التي قبل الفريضة وبعدها، وذلك مستفاد من قوله في رواية الباب " وكان لا يزيد في السّفر على ركعتين ".

قال ابن دقيق العيد: وهذا اللفظ يحتمل: أن يريد أن لا يزيد في عدد ركعات الفرض فيكون كناية عن نفي الإتمام، والمراد به الإخبار عن المداومة على القصر، ويحتمل: أن يريد لا يزيد نفلاً، ويمكن أن يريد ما هو أعمّ من ذلك.

قلت: ويدلّ على هذا الثّاني رواية مسلم. ولفظه: عن حفص بن


(١) أخرجه البخاري (١٠٥١) ومسلم (٦٨٩) من طريق عيسى بن حفص بن عاصم عن أبيه , أنه سمع ابن عمر. فذكره. واللفظ للبخاري.
وأخرجه مسلم مطولاً: عن حفص بن عاصم قال: صحبت ابن عمر في طريق مكة، قال: فصلَّى لنا الظهر ركعتين، ثم أقبل وأقبلنا معه، حتى جاء رحله، وجلس وجلسنا معه، فحانت منه التفاتة نحو حيث صلَّى، فرأى ناساً قياماً، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يسبحون، قال: لو كنت مُسبّحاً لأتممت صلاتي، يا ابن أخي. إني صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السفر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت أبا بكر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت عمر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، ثم صحبت عثمان فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله , وقد قال الله: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.

<<  <  ج: ص:  >  >>