أصل الحجّ في اللّغة القصد، وقال الخليل: كثرة القصد إلى معظّم.
وفي الشّرع القصد إلى البيت الحرام بأعمالٍ مخصوصة.
وهو بفتح المهملة وبكسرها لغتان، نقل الطّبريّ , أنّ الكسر لغة أهل نجد والفتح لغيرهم، ونقل عن حسين الجعفيّ , أنّ الفتح الاسم والكسر المصدر، وعن غيره عكسه.
ووجوب الحجّ معلوم من الدّين بالضّرورة.
وأجمعوا على أنّه لا يتكرّر إلاَّ لعارضٍ كالنّذر.
واختلف هل هو على الفور أو التّراخي؟ وهو مشهور.
وفي وقت ابتداء فرضه.
فقيل: قبل الهجرة وهو شاذٌّ، وقيل: بعدها.
ثمّ اختلف في سَنتِه.
والجمهور. على أنّها سنة ستٍّ , لأنّها نزل فيها قوله تعالى (وأتمّوا الحجّ والعمرة لله) وهذا ينبني على أنّ المراد بالإتمام ابتداء الفرض.
وقيل: المراد بالإتمام الإكمال بعد الشّروع، وهذا يقتضي تقدُّم فرضه قبل ذلك. وقد وقع في قصّة ضمام (١) ذِكر الأمر بالحجّ، وكان
(١) قصته أخرجها البخاري في " صحيحه " (٦١) من حديث شريك بن عبد الله بن أبي نمر، أنه سمع أنس بن مالك، يقول: بينما نحن جلوس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، =