١٧٩ - عن عبد الله بن زيد بن عاصمٍ - رضي الله عنه - , قال: لَمّا أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنينٍ: قسم في النّاس , وفي المؤلفة قلوبهم , ولَم يُعطِ الأنصار شيئاً. فكأنّهم وجدوا في أنفسهم , إذ لَم يصبهم ما أصاب النّاس. فخطبهم , فقال: يا معشر الأنصار , أَلَم أجدكم ضلاّلاً فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرّقين فألفكم الله بي؟ وعالةً فأغناكم الله بي؟. كلما قال شيئاً، قالوا: الله ورسوله أمنّ. قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله؟ قالوا: الله ورسوله أمنّ. قال: لو شئتم لقلتم: جئتنا كذا وكذا. إلاَّ ترضون أن يذهب النّاس بالشّاة والبعير , وتذهبون برسول الله إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، ولو سلك النّاس وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار وشعبها. الأنصار شعارٌ , والنّاس دثارٌ. إنّكم ستلقون بعدي أثرةً، فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض. (١)
قوله:(لَمّا أفاء الله على رسوله يوم حنينٍ) أي: أعطاه غنائم الذين قاتلهم يوم حنينٍ، وأصل الفيء الرّدّ والرّجوع، ومنه سُمِّي الظّلّ بعد الزّوال فيئاً , لأنّه رجع من جانب إلى جانب، فكأنّ أموال الكفّار سُمِّيت فيئاً , لأنّها كانت في الأصل للمؤمنين , إذ الإيمان هو الأصل والكفر طارئ عليه، فإذا غلب الكفّار على شيء من المال فهو بطريق
(١) أخرجه البخاري (٤٠٧٥ , ٦٨١٨) ومسلم (١٠٦١) من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد - رضي الله عنه -.