٢١٩ - عن عبد الله بن عبّاسٍ - رضي الله عنه - , قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب بعرفاتٍ: من لَم يجد نعلين فليلبس الخُفَّين , ومن لَم يجد إزاراً فليلبس السّراويل للمحرم. (١)
قوله:(سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب بعرفاتٍ) اتفقوا على مشروعيّة الخطبة بعرفات.
قوله:(من لَم يجد نعلين فليلبس الخُفَّين) تقدّم الكلام عليه في الذي قبله
وفي هذا الحديث استحباب لبس النّعل، وقد أخرج مسلم من حديث جابر رفعه: استكثروا من النّعال فإنّ الرّجل لا يزال راكباً ما انتعل.
أي: أنّه شبيهٌ بالرّاكب في خفّة المشقّة وقلة التّعب وسلامة الرّجل من أذى الطّريق، قاله النّوويّ.
وقال القرطبيّ: هذا كلام بليغ ولفظ فصيح بحيث لا ينسج على منواله ولا يؤتى بمثاله، وهو إرشاد إلى المصلحة وتنبيه على ما يخفّف المشقّة، فإنّ الحافي المديم للمشي يلقى من الآلام والمشقّة بالعثار وغيره ما يقطعه عن المشي ويمنعه من الوصول إلى مقصوده كالرّاكب فلذلك شبّه به.
(١) أخرجه البخاري (١٦٥٣ , ١٧٤٤ , ١٧٤٦ , ٥٤٦٧ , ٥٥١٥) ومسلم (١١٧٨) من طرق عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس - رضي الله عنه -.