كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري

باب صلاة الكسوف - الحديث المائة وأربعة - ج: 3 - ص: 333

[الحديث المائة وأربعة]

١٥٣ - عن عائشة رضي الله عنها , أنّها قالت: خسفت الشّمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنّاس , فأطال القيام , ثمّ ركع , فأطال الرّكوع , ثمّ قام , فأطال القيام - وهو دون القيام الأوّل - ثمّ ركع , فأطال الرّكوع - وهو دون الرّكوع الأوّل - ثمّ سجد , فأطال السّجود , ثمّ فعل في الرّكعة الأخرى مثل ما فعل في الرّكعة الأولى , ثمّ انصرف , وقد تجلَّت الشّمس , فخطب النّاس , فحمد الله وأثنى عليه , ثمّ قال:

إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات الله , لا يخسفان لموت أحدٍ ولا لحياته , فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبّروا , وصلّوا وتصدّقوا , ثمّ قال: يا أمّة محمّدٍ , والله ما من أحدٍ أغيرَ مِن الله أنْ يزني عبدُه , أو تزني أمتُه , يا أمّةَ محمّدٍ , والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً , ولبكيتم كثيراً.

وفي لفظٍ: فاستكمل أربع ركعاتٍ وأربع سجداتٍ. (١)

قوله: (خسفت الشّمس في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلَّى) استدل به على أنّه - صلى الله عليه وسلم - كان يحافظ على الوضوء. فلهذا لَم يحتج إلى الوضوء في

---

(١) أخرجه البخاري (٩٩٧ , ٩٩٩ , ١٠٠٠ , ١٠٠٢ , ١٠٠٧ , ١٠٠٩ , ١٠١٥ , ١٠١٦ , ١١٥٤ , ١٣٠٦ , ٣٠٣١ , ٤٣٤٨ , ٤٩٢٣ , ٦٠٠٥) ومسلم (٩٠١) من طرق عن عائشة. مطوَّلاً ومختصراً.