قال الأزهريّ: وهو مشتقٌّ من قولهم: عتق الفرس إذا سبق , وعتق الفرخ إذا طار، لأنّ الرّقيق يتخلص بالعتق ويذهب حيث شاء.
قال الله تعالى:{فكّ رقبةٍ} والمراد بفكّ الرّقبة. تخليص الشّخص من الرّقّ من تسمية الشّيء باسم بعضه. وإنّما خُصّت بالذّكر إشارة إلى أنّ حكم السّيّد عليه كالغلِّ في رقبته. فإذا أعتق فكّ الغلّ من عنقه.
وجاء في حديثٍ صحيحٍ. أنّ فكّ الرّقبة مختصٌّ بمن أعان في عتقها حتّى تعتق , رواه أحمد وابن حبّان والحاكم من حديث البراء بن عازب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أعتق النّسمة وفكّ الرّقبة. قيل: يا رسولَ الله. أليستا واحدة؟ قال: لا، إنّ عتق النّسمة أن تفرد بعتقها، وفكّ الرّقبة أن تعين في عتقها.
وهو في أثناء حديث طويل أخرج التّرمذيّ بعضه وصحَّحه.
وإذا ثبت الفضل في الإعانة على العتق ثبت الفضل في التّفرّد بالعتق من باب الأولى (١).
(١) أخرج البخاري (٦٧١٥) ومسلم (١٥٠٩) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - , أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أعتق رقبة مسلمة، أعتق الله بكل عضوٍ منه عضواً من النار، حتى فرجه بفرجه.