للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحديث التسعون]

١٣٩ - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب خطبتين وهو قائمٌ , يفصل بينهما بجلوسٍ. (١)

قوله: (وهو قائمٌ) قال ابن المنذر: الذي حمل عليه جلّ أهل العلم من علماء الأمصار ذلك.

ونقل غيرُه عن أبي حنيفة: أنّ القيام في الخطبة سنّة وليس بواجبٍ، وعن مالك رواية: أنّه واجب، فإن تركه أساء وصحّت الخطبة، وعند الباقين: أنّ القيام في الخطبة يشترط للقادر كالصّلاة.

واستدل للأوّل بحديث أبي سعيد في البخاري , أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - جلس ذات يوم على المنبر وجلسنا حوله , وبحديث سهل: مُري غلامك يعمل لي أعواداً أجلس عليها. (٢)

وأجيب: عن الأوّل , أنّه كان في غير خطبة الجمعة. وعن الثّاني , باحتمال أن تكون الإشارة إلى الجلوس أوّل ما يصعد وبين الخطبتين.

واستدل للجمهور بحديث جابر بن سمرة الآتي , وبحديث كعب


(١) أخرجه البخاري (٨٧٨ ,) ومسلم (٦٨١) من طريق خالد بن الحارث , والبخاري (٨٨٦) من طريق بشر بن المفضل كلاهما عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة قائماً، ثم يجلس، ثم يقوم. قال: كما يفعلون اليوم. واللفظ لمسلم. وللبخاري (٩٢٨) " كان يخطب خطبتين يقعد بينهما.
واللفظ الذي ذكره المقدسي هنا عند النسائي والدارقطني كما سيذكره الشارح.
(٢) هذه إحدى روايات حديث سهل - رضي الله عنه - عند البخاري, وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله رقم (١٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>