٣١٨ - عن أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه - , أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعتق صفيّة، وجعل عتقها صداقها. (١)
قوله:(وجعل عتقها صداقها) أخذ بظاهره من القدماء سعيد بن المسيّب وإبراهيم وطاوسٌ والزّهريّ، ومن فقهاء الأمصار الثّوريّ وأبو يوسف وأحمد وإسحاق، قالوا: إذا أعتق أمته على أن يجعل عتقها صداقها صحّ العقد والعتق والمهر. على ظاهر الحديث.
وأجاب الباقون عن ظاهر الحديث بأجوبةٍ.
أقربها: أي: لفظ الحديث. أنّه أعتقها بشرط أن يتزوّجها , فوجبت له عليها قيمتها , وكانت معلومة فتزوّجها بها.
ويؤيّده قوله في رواية عبد العزيز بن صهيب سمعت أنساً قال: سبى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - صفيّة فأعتقها وتزوّجها. فقال ثابت لأنسٍ: ما أصدقها؟ قال نفسها، فأعتقها. هكذا أخرجه البخاري.
وله في رواية حمّاد عن ثابت وعبد العزيز عن أنس في حديث. قال: وصارت صفيّة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثمّ تزوّجها وجعل عتقها صداقها،
(١) أخرجه البخاري (٣٦٤ , ٩٠٥ , ٣٩٦٤ , ٣٩٦٥ , ٤٨٧٤ , ٤٧٩٨ , ٤٨٧٩) ومسلم (١٣٦٥) من طريق ثابت وعبد العزيز بن صهيب وشعيب بن الحبحاب (زاد مسلم قتادة) كلهم عن أنس - رضي الله عنه -. مثله. ومطوّلاً أيضاً.