ومن وجه آخر عن أبي الزّبير عن جابر , أنّ رجلاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّ لي جارية وأنا أطوف عليها , وأنا أكره أن تحمل، فقال: اعزل عنها إن شئت، فإنّه سيأتيها ما قدّر لها. فلبث الرّجل ثمّ أتاه فقال: إنّ الجارية قد حبلت، قال: قد أخبرتك.
ووقعت هذه القصّة عنده من طريق سفيان بن عيينة بإسنادٍ له آخر إلى جابر وفي آخره " فقال: أنا عبد الله ورسوله ". وأخرجه أحمد وابن ماجه وابن أبي شيبة بسندٍ آخر على شرط الشّيخين بمعناه.
ففي هذه الطّرق ما أغنى عن الاستنباط، فإنّ في إحداها التّصريح باطّلاعه - صلى الله عليه وسلم - , وفي الأخرى إذنه في ذلك , وإن كان السّياق يشعر بأنّه خلاف الأولى. كما تقدّم البحث فيه. (١)