، بل هو كما تقول: ولا ينفعك منّي شيء إن أنا أردتك بسوءٍ. ولَم يظهر من كلامه معنىً، ومقتضاه أنّها بمعنى عند أو فيه حذف تقديره من قضائي أو سطوتي أو عذابي. واختار الشّيخ جمال الدّين في المغني الأوّل.
قال ابن دقيق العيد: قوله " منك " يجب أن يتعلق بينفع، وينبغي أن يكون ينفع قد ضمّن معنى يمنع وما قاربه، ولا يجوز أن يتعلق منك بالجدّ كما يقال حظّي منك كثير لأنّ ذلك نافع. انتهى.
والجدّ مضبوط في جميع الرّوايات بفتح الجيم , ومعناه الغنى. كما نقله البخاري عن الحسن، أو الحظّ.
وحكى الرّاغب: أنّ المراد به هنا أبو الأب، أي: لا ينفع أحداً نسبه.
قال القرطبيّ: حكي عن أبي عمرو الشّيبانيّ , أنّه رواه بالكسر , وقال: معناه لا ينفع ذا الاجتهاد اجتهاده. وأنكره الطّبريّ.
وقال القزّاز في توجيه إنكاره: الاجتهاد في العمل نافع , لأنّ الله قد دعا الخلق إلى ذلك، فكيف لا ينفع عنده؟.
قال: فيحتمل أن يكون المراد أنّه لا ينفع الاجتهاد في طلب الدّنيا وتضييع أمر الآخرة.
وقال غيره: لعل المراد أنّه لا ينفع بمجرّده ما لَم يقارنه القبول، وذلك لا يكون إلاَّ بفضل الله ورحمته، كما في قوله " لا يدخل أحداً منكم الجنّة عمله "