للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذي يظهر لي أنّه ما عنى أنّ جابراً حمل القصّة عن سليك، وإنّما معناه أنّ جابراً حدّثهم عن قصّة سليك، ولهذا نظيرٌ كما في حديث أبي مسعود في قصّة أبي شعيب اللحّام (١).

ومن المستغربات ما حكاه ابن بشكوال في المبهمات , أنّ الدّاخل المذكور يقال له أبو هديّة، فإن كان محفوظاً فلعلها كنية سليك صادفت اسم أبيه.

قوله: (فقال: صليت؟) كذا للأكثر بحذف همزة الاستفهام , وثبت في رواية الأصيليّ. (٢)

قوله: (قم فاركع ركعتين) واستدل به على أنّ الخطبة لا تمنع الدّاخل من صلاة تحيّة المسجد.

وتعقّب: بأنّها واقعة عين لا عموم لها.

فيحتمل اختصاصها بسليك، ويدلّ عليه قوله في حديث أبي سعيد الذي أخرجه أصحاب السّنن وغيرهم " جاء رجل والنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يخطب


(١) أخرجه البخاري (٢٠٨١) من طريق الأعمش عن شقيق عن أبي مسعود قال: جاء رجلٌ من الأنصار يكنى أبا شعيب، فقال لغلام له قصَّاب: اجعل لي طعاما يكفي خمسة، فإني أريد أن أدعو النبي - صلى الله عليه وسلم - خامس خمسة .. الحديث.
قال الحافظ في " الفتح ": اتفقت الطرق على أنه من مسند أبي مسعود , إلاَّ ما رواه أحمد عن ابن نمير عن الأعمش بسنده. فقال فيه: عن رجلٍ من الأنصار يكنى أبا شعيب. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعرفت في وجهه الجوع فأتيت غلاماً لي. فذكر الحديث. وكذا رويناه في الجزء التاسع من أمالى المحاملي من طريق ابن نمير. زاد مسلم في بعض طرقه , وعن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر. انتهى
(٢) أي: أصليت؟ بإثبات الهمزة , وكذا جاءت في رواية مسلم (٨٧٥) من طريق حماد بن زيد وسفيان عن عمرو بن دينار به.

<<  <  ج: ص:  >  >>