وأبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - فكلّهم كانوا يصلون قبل الخطبة. متفق عليه، وكذا حديث الباب.
فإن جُمع بوقوع ذلك منه نادراً , وإلا فما في الصّحيحين أصحّ.
وقد أخرج الشّافعيّ عن عبد الله بن يزيد نحو حديث ابن عبّاسٍ. وزاد: حتّى قدم معاوية فقدّم الخطبة , فهذا يشير إلى أنّ مروان إنّما فعل ذلك تبعاً لمعاوية , لأنّه كان أمير المدينة من جهته.
وروى عبد الرّزّاق عن ابن جريجٍ عن الزّهريّ قال: أوّل من أحدث الخطبة قبل الصّلاة في العيد معاوية.
وروى ابن المنذر عن ابن سيرين , أنّ أوّل من فعل ذلك زيادٌ بالبصرة.
قال عياضٌ: ولا مخالفة بين هذين الأثرين وأثر مروان، لأنّ كلاًّ من مروان وزيادٍ كان عاملاً لمعاوية , فيحمل على أنّه ابتدأ ذلك وتبعه عمّاله، والله أعلم.