وقرأت بخطّ الرّضيّ الشّاطبيّ , قال: الفقهاء تقوله بالنّصب والتّنوين , يتوهّمونه قناة من القنوات، وليس كذلك. انتهى.
وهذا الذي ذكره قد جزم به بعض الشّرّاح , وقال: هو على التّشبيه. أي: سال مثل القناة. وقوله في الرّواية المذكورة " إلاَّ حدّث بالجود " هو بفتح الجيم المطر الغزير.
وهذا يدلّ على أنّ المطر استمرّ فيما سوى المدينة، فقد يشكل بأنّه يستلزم أنّ قول السّائل " هلكت الأموال وانقطعت السّبل " لَم يرتفع الإهلاك ولا القطع. وهو خلاف مطلوبه.
ويمكن الجواب: بأنّ المراد أنّ المطر استمرّ حول المدينة من الإكام والظّراب وبطون الأودية لا في الطّرق المسلوكة، ووقوع المطر في بقعة دون بقعة كثير ولو كانت تجاورها، وإذا جاز ذلك جاز أن يوجد للماشية أماكن تكنّها وترعى فيها بحيث لا يضرّها المطر. فيزول الإشكال.
وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدّم.
جواز مكالمة الإمام في الخطبة للحاجة، وفيه القيام في الخطبة , وأنّها لا تنقطع بالكلام ولا تنقطع بالمطر.
وفيه قيام الواحد بأمر الجماعة، وإنّما لَم يباشر ذلك بعض أكابر الصّحابة لأنّهم كانوا يسلكون الأدب بالتّسليم وترك الابتداء بالسّؤال، ومنه قول أنس: كان يعجبنا أن يجيء الرّجل من البادية