للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وللبخاري " أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصّدقة فقيل منع .. الحديث " وهو مشعرٌ بأنّها صدقة الفرض، لأنّ صدقة التّطوّع لا يبعث عليها السّعاة.

وقال ابن القصّار المالكيّ: الأليق أنّها صدقة التّطوّع , لأنّه لا يظنّ بهؤلاء الصّحابة أنّهم منعوا الفرض.

وتعقّب: بأنّهم ما منعوه كلّهم جحداً ولا عناداً، أمّا ابن جميل فقد قيل: إنّه كان منافقاً ثمّ تاب بعد ذلك، كذا حكاه المُهلَّب. (١)

وجزم القاضي حسين في تعليقه , أنّ فيه نزلت (ومنهم من عاهد الله) الآية. انتهى.

والمشهور أنّها نزلت في ثعلبة (٢)، وأمّا خالدٌ فكان متأوّلاً بإجزاء ما حبسه عن الزّكاة، وكذلك العبّاس لاعتقاده ما سيأتي التّصريح به، ولهذا عَذرَ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - خالداً والعبّاس , ولَم يعذر ابن جميل.

قوله: (فقيل منع ابن جميل) قائل ذلك عمر كما سيأتي في حديث


(١) المهلب بن أحمد بن أبي صفرة أسيد بن عبد الله الاسدي. تقدمت ترجمته (١/ ١٢).
(٢) أي ابن حاطب الأنصاري - رضي الله عنه - , وقد أخرج قصَّته مطولةً. الطبراني في " الكبير " (٧٨٧٣) والبيهقي في " الدلائل " (٥/ ٣٧٥) وغيرهما من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - , أنَّ ثعلبة بن حاطب الأنصاري. قال: يا رسول الله. أدع الله أن يرزقني مالاً فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه. فذكر الحديث بطوله في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - له وكثرة ماله ومنعه الصدقة ونزول قوله تعالى (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله) الآية. وفيه أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مات ولم يقبض منه الصدقة , ولا أبو بكر , ولا عمر , وأنه مات في خلافة عثمان. وروي بأسانيد أخرى , وكلها ضعيفة.
قال الشارح في " الإصابة " (١/ ٤٠٠): إن صحَّ الخبر , ولا أظنه يصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>