قوله:(فأغناه الله) وللبخاري " فأغناه الله ورسوله " إنّما ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه , لأنّه كان سبباً لدخوله في الإسلام , فأصبح غنيّاً بعد فقره بما أفاء الله على رسوله , وأباح لأمّته من الغنائم.
وهذا السّياق من باب تأكيد المدح بما يشبه الذّمّ , لأنّه إذا لَم يكن له عذرٌ إلاَّ ما ذكر من أنّ الله أغناه فلا عذر له، وفيه التّعريض بكفران النّعم وتقريعٌ بسوء الصّنيع في مقابلة الإحسان.
قوله:(احتبس) أي: حبس.
قوله:(وأعتاده) وهو جمع , وللبخاري " وأعتده " جمع أيضاٍ بضمّ المثنّاة عتدٍ بفتحتين.
قيل: هو ما يعدّه الرّجل من الدّوابّ والسّلاح.
وقيل: الخيل خاصّة، يقال فرس عتيد. أي: صلب أو معدٌّ للرّكوب أو سريع الوثوب أقوال.
وقيل: إنّ لبعض رواة البخاريّ " وأعبده " بالموحّدة جمع عبدٍ حكاه عياض، والأوّل هو المشهور.
قوله:(فهي عليّ ومثلها).كذا لمسلم. وللبخاري من رواية شعيب عن أبي الزناد " فهي عليه صدقة ومثلها معها "، ولَم يقل ورقاء ولا موسى بن عقبة (١)" صدقة ".
(١) رواية ورقاء. أخرجها مسلم في " صحيحه " (٩٨٣) كما تقدم , أمّا رواية موسى بن عقبة. فسيذكرها الشارح بعد قليل.