للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على قبره جريدتان (١) وهو أولى أن يتّبع من غيره (٢).

قال ابن المرابط وغيره. يحتمل: أن يكون بريدة أمر أن يُغرزا في ظاهر القبر. اقتداء بالنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في وضعه الجريدتين في القبرين.

ويحتمل: أن يكون أمر أن يُجعلا في داخل القبر لِمَا في النّخلة من البركة. لقوله تعالى (كشجرةٍ طيّبةٍ).

والأوّل أظهر، ويؤيّده إيراد البخاري حديث القبرين في آخر باب " الجريد على القبر "، وكأنّ بريدة حمل الحديث على عمومه , ولَم يره خاصّاً بذينك الرّجلين.

قال ابن رشيد: ويظهر من تصرّف البخاريّ , أنّ ذلك خاصّ بهما , فلذلك عقّبه بقول ابن عمر: انزعه يا غلام إنّما يظلّه عمله. لَمّا رأى فسطاطاً على قبر عبد الرحمن بن أبي بكر. (٣)


(١) ذكره البخاري معلّقاً في كتاب الجنائز. باب الجريد على القبر.
قال الشارح في " الفتح " (٣/ ٢٢٣): وصله ابن سعد من طريق مورِّق العجلي قال: أوصى بريدة أن يوضع في قبره جريدتان ومات بأدنى خراسان.
(٢) قال الشيخ ابن باز رحمه الله: الصواب في هذه المسألة ما قاله الخطابي من استنكار الجريد ونحوه على القبور , لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَم يفعله إلاَّ في قبور مخصوصة اطلع على تعذيب أهلها. ولو كان مشروعاً لفعله في كل القبور وكبار الصحابة - كالخلفاء - لَم يفعلوه. وهم أعلم بالسنة من بريدة رضي الله عن الجميع - فتنبّه
(٣) ذكره البخاري معلَّقاً في باب " الجريد على القبر "
قال ابن حجر في " الفتح " (٣/ ٢٢٣): وصَلَه ابن سعد من طريق أيوب بن عبد الله بن يسار قال: مرَّ عبد الله بن عمر على قبر عبد الرحمن بن أبي بكر - أخي عائشة - وعليه فسطاط مضروب، فقال: يا غلام انزعه، فإنما يُظلّه عمله. قال الغلام: تضربني مولاتي. قال: كلاَّ فنزعه. ومن طريق ابن عون عن رجلٍ قال: قدِمتْ عائشة ذا طوى حين رفعوا أيديهم عن عبد الرحمن بن أبي بكر، فأمرت بفسطاط فضُرب على قبره. ووكَّلت به إنساناً , وارتحلت، فقدم ابن عمر. فذكر نحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>