قال البوصيريُّ في الزوائد: في إسناده شعثاء , ولم أر من تكلَّم فيها لا بجرح ولا بتوثيق , وسلمة بن رجاء ليَّنه ابن معين. وقال ابن عدي: حدَّث بأحاديث لا يُتابع عليها. وقال النسائي: ضعيف. وقال الدارقطني: ينفرد عن الثقات بأحاديث. وقال أبو زرعة: صدوق. وقال أبو حاتم: ما بأحاديثه بأس. وذكره ابن حبان في الثقات. انتهى. (٢) أخرجه البخاري في " صحيحه " (٦٣٩). (٣) أخرجه مسلم في صحيحه (٧١٧). وللبخاري (١٠٧٦) ومسلم (٧١٨) عنها قالت: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي سبحة الضحى قط، وإني لأسبحها، وإنْ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به، خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم. ولمسلم (٧١٩) عنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى أربعاً، ويزيد ما شاء الله. قال الشارح في الفتح: في الأول: تقييد النفي بغير المجيء من مغيبه , وفي الثاني: نفي رؤيتها لذلك مطلقاً , وفي الثالث الإثبات مطلقاً. وقد اختلف العلماء في ذلك: فذهب ابن عبد البر وجماعة إلى ترجيح ما اتفق الشيخان عليه دون ما انفرد به مسلم , وقالوا: إن عدم رؤيتها لذلك لا يستلزم عدم الوقوع. فيقدم من روي عنه من الصحابة الأثبات. وذهب آخرون إلى الجمع بينهما. قال البيهقي: عندي أنَّ المراد بقولها " ما رأيته سبحها " أي: داوم عليها , وقولها " وإني لأسبحها " أي: أداوم عليها , وكذا قولها: وما أحدث الناس شيئاً. تعني المداومة عليها. قال: وفي بقية الحديث إشارة إلى ذلك حيث قالت: وإن كان ليدع العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم. انتهى. وحكى المحب الطبري , أنه جمع بين قولها " ما كان يصلي إلا أن يجيء من مغيبه " , وقولها " كان يصلي أربعاً ويزيد ما شاء الله " بأنَّ الأول محمول على صلاته إياها في المسجد والثاني على البيت. قال: ويعكّر عليه حديثها الثاني , ويجاب عنه بأن المنفي صفة مخصوصه وأخذ الجمع المذكور من كلام ابن حبان. وقال عياض وغيره: قوله " ما صلاها " معناه ما رأيته يصليها , والجمع بينه وبين قولها " كان يصليها " أنها أخبرت في الإنكار عن مشاهدتها , وفي الإثبات عن غيرها. وقيل في الجمع أيضاً يحتمل أن تكون نفت صلاة الضحى المعهودة حينئذ من هيئة مخصوصة بعدد مخصوص في وقت مخصوص , وأنه - صلى الله عليه وسلم - إنما كان يصلّيها إذا قدم من سفر لا بعدد مخصوص ولا بغيره. كما قالت: يصلي أربعاً ويزيد ما شاء الله. انتهى