أراد الطّريق، والجبل المذكور بينه وبين مكّة من جهة المشرق مرحلتان.
وحكى الرّويانيّ عن بعض قدماء الشّافعيّة , أنّ المكان الذي يقال له قرن موضعان:
أحدهما: في هبوط , وهو الذي يقال له قرن المنازل.
والآخر: في صعود , وهو الذي يقال له قرن الثّعالب. والمعروف الأوّل.
وفي " أخبار مكّة " للفاكهيّ , أنّ قرن الثّعالب جبل مشرف على أسفل منًى بينه وبين مسجد منًى ألف وخمسمائة ذراع، وقيل له: قرن الثّعالب , لكثرة ما كان يأوي إليه من الثّعالب.
فظهر أنّ قرن الثّعالب ليس من المواقيت.
وقد وقع ذكره في حديث عائشة في إتيان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - الطّائف يدعوهم إلى الإسلام وردّهم عليه قال " فلم أستفق إلاَّ وأنا بقرن الثّعالب " الحديث ذكره ابن إسحاق في " السّيرة النّبويّة ".
ووقع في مرسل عطاء عند الشّافعيّ " ولأهل نجد قرن، ولمن سلك نجداً من أهل اليمن وغيرهم قرن المنازل ".
ووقع في عبارة القاضي حسين في سياقه لحديث ابن عبّاس هذا " ولأهل نجد اليمن ونجد الحجاز قرن ".
وهذا لا يوجد في شيء من طرق حديث ابن عبّاس، وإنّما يوجد ذلك من مرسل عطاء، وهو المعتمد , فإنّ لأهل اليمن إذا قصدوا