وقال أبو البقاء العكبريّ: هو مصدر بمعنى الإهلال. كالمدخل والمخرج بمعنى الإدخال والإخراج.
قوله:(يهلّ أهل الشام من الجحفة) في رواية لهما " ومهل أهل الشام مهيعة، وهي الجحفة " وتقدّم الكلام عليه مستوفى في الذي قبله.
قوله:(وبلغني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , قال ..) ولهما من رواية ابنه سالم عنه بلفظ " زعموا , أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال , ولَم أسمعه ".
وله من وجه آخر بلفظ " لَم أفقه هذه من النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - " وهو يشعر بأنّ الذي بلغ ابنَ عمر ذلك جماعةٌ، وقد ثبت ذلك من حديث ابن عبّاس كما في الحديث قبله، ومن حديث جابر عند مسلم، ومن حديث عائشة عند النّسائيّ، ومن حديث الحارث بن عمرو السّهميّ عند أحمد وأبي داود والنّسائيّ.
وفيه دليل على إطلاق الزّعم على القول المحقّق , لأنّ ابن عمر سمع ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , لكنّه لَم يفهمه. لقوله: لَم أفقه هذه. أي: الجملة الأخيرة فصار يرويها عن غيره، وهو دالٌّ على شدّة تحرّيه وورعه.
تكميل: زاد البخاري في آخره من رواية عبد الله بن دينار " وذُكر العراق , فقال: لَم يكن عراق يومئذ ".
ذكر بضمّ أوّله مبنيّ للمجهول ولَم يسمّ، والمجيب هو ابن عمر، ووقع عند الإسماعيليّ " فقيل له: العراق , قال: لَم يكن يومئذٍ عراق "