للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجماعة المذكورون في آية النّساء. ومعنى كونهم رفيقاً. تعاونهم على طاعة الله وارتفاق بعضهم ببعضٍ.

وهذا الثّالث هو المعتمد. وعليه اقتصر أكثر الشّرّاح.

وقد غلّط الأزهريّ القولَ الأوّل، ولا وجه لتغليطه من الجهة التي غلطه بها. وهو قوله: مع الرّفيق أو في الرّفيق، لأنّ تأويله على ما يليق بالله سائغ.

قال السّهيليّ: الحكمة في اختتام كلام المصطفى بهذه الكلمة كونها تتضمّن التّوحيد والذّكر بالقلب حتّى يستفاد منه الرّخصة لغيره , أنّه لا يشترط أن يكون الذّكر باللسان , لأنّ بعض النّاس قد يمنعه من النّطق مانع فلا يضرّه إذا كان قلبه عامراً بالذّكر. انتهى ملخّصاً.

تنْبيه: قال السّهيليّ: وجدت في بعض كتب الواقديّ , أنّ أوّل كلمة تكلم بها - صلى الله عليه وسلم - وهو مسترضع عند حليمة: الله أكبر (١). وآخر كلمة تكلَّم بها كما في حديث عائشة: في الرّفيق الأعلى. وروى الحاكم من حديث أنس , أنّ آخر ما تكلَّم به: جلال ربّي الرّفيع.

قوله: (ثم قضى) أي: مات , وكانت وفاته يوم الاثنين بلا خلاف


(١) أخرج البيهقي في " الدلائل " (٤٦) وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (٣/ ٤٧٤) من حديث ابن عباس قال: كانت حليمة بنت أبي ذؤيب التي أرضعت النبي - صلى الله عليه وسلم - تحدّث أنها لَمَّا فطمت رسول الله تكلَّم , قالت: سمعته يقول كلاماً عجيباً. سمعته يقول الله: أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً فلمَّا ترعرع. فذكر حديثاً طويلاً. وسنده ضعيف

<<  <  ج: ص:  >  >>