ووقع عند أحمد من طريق ابن إسحاق عن سعيد المقبريّ. زيادة في أوّله توضّح المقصود. وهي: لَمّا بعث عمرو بن سعيد إلى مكّة بعثه لغزو ابن الزّبير أتاه أبو شُريح فكلَّمه , وأخبره بما سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثمّ خرج إلى نادي قومه فجلس فيه، فقمت إليه فجلست معه فحدّث قومه , قال: قلت له: يا هذا إنّا كنّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح مكّة، فلمّا كان الغد من يوم الفتح عَدَتْ خُزاعة على رجلٍ من هذيل فقتلوه وهو مشرك، فقام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيباً. فذكر الحديث.
وأخرج أحمد أيضاً من طريق الزّهريّ عن مسلم بن يزيد الليثيّ عن أبي شُريح الخزاعيّ أنّه سمعه يقول: أذن لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح في قتال بني بكر حتّى أصبنا منهم ثأرنا وهو بمكّة، ثمّ أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوضع السّيف، فلقي الغد رهطٌ منّا رجلاً من هذيل في الحرم يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وقد كان وترهم في الجاهليّة , وكانوا يطلبونه فقتلوه، فلمّا بلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - غضب غضباً شديداً ما رأيته غضب أشدّ منه، فلمّا صلَّى. قام فأثنى على الله بما هو أهله , ثمّ قال: أمّا بعد. فإنّ الله حرّم مكّة. انتهى
وقد ذكر أبو هريرة في حديثه هذه القصّة مختصرة في البخاري، في كتاب العلم , وذكرنا أنّ عمرو بن سعيد كان أميراً على المدينة من قِبَل يزيد بن معاوية , وأنّه جهّز إلى مكّة جيشاً لغزو عبد الله بن الزّبير بمكّة.