عن سعيد بن جبير قال: إذا قبّلت الرّكن فلا ترفع بها صوتك كقبلة النّساء.
قوله:(وقال: إنّي لأعلم أنّك حجرٌ) وللبخاري من رواية أسلم عن عمر , أنّه قال للركن: أما والله إنّي لأعلم أنّك " وظاهره أنه خاطبه بذلك , وإنما فعل ذلك ليسمع الحاضرين.
قوله:(لا تضرّ ولا تنفع) أي: إلاَّ بإذن الله.
وقد روى الحاكم من حديث أبي سعيد , أنّ عمر لَمّا قال هذا , قال له عليّ بن أبي طالب: إنّه يضرّ وينفع، وذكر أنّ الله لَمّا أخذ المواثيق على ولد آدم كتب ذلك في رقٍّ وألقمه الحجر، قال: وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود , وله لسان ذلق يشهد لمن استلمه بالتّوحيد.
وفي إسناده أبو هارون العبديّ. وهو ضعيف جدّاً.
وقد روى النّسائيّ من وجه آخر ما يشعر , بأنّ عمر رفع قوله ذلك إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أخرجه من طريق طاوسٍ عن ابن عبّاس قال: رأيت عمر قبّل الحجر ثلاثاً , ثمّ قال: إنّك حجر لا تضرّ ولا تنفع، ولولا أنّي رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبّلك ما قبّلتك , ثمّ قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل مثل ذلك.
قال الطّبريّ: إنّما قال ذلك عمر , لأنّ النّاس كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام فخشي عمر أن يظنّ الجهّال أنّ استلام الحجر من باب تعظيم بعض الأحجار كما كانت العرب تفعل في الجاهليّة , فأراد عمر