للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقع في القرآن إنّما هو حكايةٌ عن قول غير المؤمنين , وروى أحمد من حديث البراء بن عازبٍ رفعه: من سَمّى المدينة يثرب فليستغفر الله , هي طابة هي طابة.

وروى عمر بن شبّة من حديث أبي أيّوب , أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يقال للمدينة يثرب.

ولهذا قال عيسى بن دينارٍ من المالكيّة: من سمّى المدينة يثرب كتبت عليه خطيئةٌ , قال: وسبب هذه الكراهة , لأنّ يثرب إمّا من التّثريب الذي هو التّوبيخ والملامة , أو من الثّرب. وهو الفساد وكلاهما مستقبحٌ , وكان - صلى الله عليه وسلم - يحبّ الاسم الحسن ويكره الاسم القبيح.

وذكر أبو إسحاق الزجاج في مختصره وأبو عبيد البكري في " معجم ما استعجم ": أنها سُميت يثرب باسم يثرب بن قانية بن مهلايل بن عيل بن عيص بن إرم بن سام بن نوح , لأنه أول من سكنها بعد العرب، ونزل أخوه خيبور خيبر فسميت به، وسقط بعض الأسماء من كلام البكري.

قوله: (أن يرملوا) بضمّ الميم وهو في موضع مفعول يأمرهم , تقول أمرته كذا وأمرته بكذا. والرّمل بفتح الرّاء والميم هو الإسراع.

وقال ابن دريدٍ: هو شبيه بالهرولة، وأصله أن يحرّك الماشي منكبيه في مشيه.

وفيه مشروعيّة الرمل، وهو الذي عليه الجمهور.

<<  <  ج: ص:  >  >>