للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن سلمة هو حماد. وقد شارك حماد بن زيد في روايته له عن أيوب , وزاد عليه تعيين مكان المشركين. وهو قيقعان , وطريق حماد بن سلمة هذه وصلها الإسماعيلي نحوه. وزاد في آخره: فلمَّا رملوا. قال المشركون: ما وهنتهم.

قوله: (إلاَّ الإبقاء عليهم) بكسر الهمزة وسكون الموحّدة بعدها القاف والمدّ. أي: الرّفق بهم والإشفاق عليهم، والمعنى لَم يمنعه من أمرهم بالرّمل في جميع الطّوفات إلاَّ الرّفق بهم.

قال القرطبيّ: روينا قوله: " إلاَّ الإبقاء عليهم " بالرّفع على أنّه فاعل يمنعه، وبالنّصب على أن يكون مفعولاً من أجله , ويكون في يمنعه ضمير عائد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو فاعله.

وفي الحديث جواز تسمية الطّوفة شوطاً، ونقل عن مجاهد والشّافعيّ كراهته.

ويؤخذ منه جواز إظهار القوّة بالعدّة والسّلاح ونحو ذلك للكفّار إرهاباً لهم، ولا يعدّ ذلك من الرّياء المذموم. (١)

وفيه جواز المعاريض بالفعل كما يجوز بالقول، وربّما كانت بالفعل أولى.


(١) أخرج البخاري (١٥٦٦) ومسلم (١٦٦٦) عن عطاء، عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: إنما سعى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبيت، وبين الصفا والمروة، ليري المشركين قوته.

<<  <  ج: ص:  >  >>