للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجعل التّفسير من كلام سفيان , وسفيان ووكيع إنّما أخذا التّفسير المذكور عن هشام , فرجع التّفسير إليه.

وقد رواه أكثر رواة " الموطّإ " عن مالك فلم يذكروا التّفسير , وكذلك رواه أبو داود الطّيالسيّ عن حمّاد بن سلمة , ومسلم من طريق حمّاد بن زيد كلاهما عن هشام.

قال ابن خزيمة: في هذا الحديث دليلٌ على أنّ الحديث الذي رواه ابن عبّاس عن أسامة أنّه قال: فما رأيت ناقته رافعة يدها حتّى أتى جمعاً. أنّه محمول على حال الزّحام دون غيره. انتهى

وأشار بذلك إلى ما أخرجه حفص من طريق الحكم عن مقسم عن ابن عبّاس عن أسامة , أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أردفه حين أفاض من عرفة , وقال: أيّها النّاس عليكم بالسّكينة فإنّ البرّ ليس بالإيجاف , قال: فما رأيت ناقته رافعة يدها حتّى أتى جمعاً .. الحديث. وأخرجه أبو داود , وأخرجه البخاري من حديث ابن عبّاس ليس فيه أسامة.

وأخرج مسلم من طريق عطاء عن ابن عبّاس عن أسامة في أثناء حديث قال: فما زال يسير على هيئته حتّى أتى جمعاً " , وهذا يشعر بأنّ ابن عبّاس إنّما أخذه عن أسامة.

وقال ابن عبد البرّ: في هذا الحديث كيفيّة السّير في الدّفع من عرفة إلى مزدلفة لأجل الاستعجال للصّلاة , لأنّ المغرب لا تصلى إلاَّ مع العشاء بالمزدلفة , فيجمع بين المصلحتين من الوقار والسّكينة عند الزّحمة ومن الإسراع عند عدم الزّحام.

<<  <  ج: ص:  >  >>