للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهي لغةٌ.

وفي رواية أيّوب عن نافع في البخاري " البيّعان " بتشديد التّحتانيّة. والبيّع بمعنى البائع كضيّقٍ وضائقٍ وصيّن وصائن , وليس كبيّنٍ وبائنٍ فإنّهما متغايران كقيّمٍ وقائمٍ.

واستعمال البيّع في المشتري. إمّا على سبيل التّغليب , أو لأنّ كلا منهما بائعٌ.

قوله: (فكل واحدٍ منهما بالخِيَار) الخِيَار بكسر الخاء اسمٌ من الاختيار أو التّخيير، وهو طلب خير الأمرين من إمضاء البيع أو فسخه.

وهو خِيَاران: خِيَار المجلس وخِيَار الشّرط، وزاد بعضهم خِيَار النّقيصة، وهو مندرجٌ في الشّرط فلا يزاد.

وروى البيهقيّ من طريق أبي علقمة الغرويّ عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً " الخِيَار ثلاثة أيّام " وهذا كأنّه مختصرٌ من الحديث الذي رواه أحمد (١) من طريق محمّد بن إسحاق عن نافع: كان رجلٌ من الأنصار.


(١) طريق ابن إسحاق عن نافع. عزاها الشارح رحمه الله في باب " كم يجوز الخِيَار " لأصحاب السنن , ثم عزاه في باب " ما يكره من الخداع في البيع " لأحمد. وهو الصواب , وهو الذي أثبتّه هنا.
وإنما رواه ابن ماجه في " السنن " (٢٣٥٥) من طريق عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان قال: هو جدي منقذ بن عمرو. وهي رواية الدارقطني والبيهقي كما ذكر الشارح.
وقد أخرج القصّةَ الخمسةُ عن أنس - رضي الله عنه -. نحوه.
وأصل القصة عند البخاري (٢٠١١) ومسلم (١٥٣٣) عن ابن عمر , أنَّ رجلاً ذكَرَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يُخدع في البيوع، فقال: إذا بايعتَ فقل لا خلابة.
قال الشارح (٤/ ٣٣٧): قوله (لا خلابة) بكسر المعجمة وتخفيف اللام. أي: لا خديعة. ولا لنفي الجنس. أي: لا خديعة في الدين , لأنَّ الدين النصيحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>