في اللفظ مضاف إلى النسب - وهو الصلب - فعبر عن الصلب بقوله: أولى رجل. لأنَّ الصلب لا يكون إلَّا رجلاً فأفاد بقوله " لأولى رجل " نفي الميراث عن الأولى الذي هو من قِبَل الأم كالخال، وأفاد بقوله " ذكر " نفي الميراث عن النساء , وإن كنَّ من المدلين إلى الميت من قِبل صلب لأنهن إناث.
قال: وسبب الإشكال من وجهين:
أحدهما: أنه لَمَّا كان مخفوضا ظن نعتاً لرجل , ولو كان مرفوعاً لَم يشكل كأن يقال فوارثه أولى رجل ذكر.
والثاني: أنه جاء بلفظ أفعل , وهذا الوزن إذا أريد به التفضيل كان بعض ما يضاف إليه كفلان أعلم إنسان , فمعناه أعلم الناس فتوهم أنَّ المراد بقوله " أولى رجل " أولى الرجال , وليس كذلك. وإنما هو أولى الميت بإضافته النسب وأولى صلب بإضافته كما تقول: هو أخوك أخو الرخاء لا أخو البلاء، قال: فالأولى في الحديث كالولي.
فإن قيل: كيف يضاف للواحد وليس بجزء منه؟.
فالجواب: إذا كان معناه الأقرب في النسب جازت إضافته - وإن لَم يكن جزءاً منه - كقوله - صلى الله عليه وسلم - في البر: بر أمك ثم أباك ثم أدناك (١).
قال: وعلى هذا فيكون في هذا الكلام الموجز من المتانة وكثرة المعاني ما ليس في غيره، فالحمد لله الذي وفق وأعان انتهى كلامه.
(١) أخرجه مسلم (٢٥٤٨) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.