رسولَ الله جئت أهب نفسي لك " وفي رواية فضيل بن سليمان " فجاءته امرأة تعرض نفسها عليه ".
وفي كلّ هذه الرّوايات حذف مضاف تقديره أمر نفسي أو نحوه، وإلَّا فالحقيقة غير مرادة , لأنّ رقبة الحرّ لا تملك، فكأنّها قالت أتزوّجك من غير عوض.
وفي رواية سفيان " فقالت: يا رسولَ الله، إنّها قد وهبت نفسها لك، فرِ فيها رأيك، فلم يجبها شيئاً ".
قوله " فرِ " كذا للأكثر براءٍ واحدة مفتوحة بعدها فاء التّعقيب، وهي فعل أمر من الرّأي، ولبعضهم بهمزةٍ ساكنة بعد الرّاء وكلّ صواب، ووقع بإثبات الهمزة في حديث ابن مسعود أيضاً.
وفي رواية معمر والثّوريّ وزائدة " فصمَتَ "، وفي رواية يعقوب وابن حازم وهشام بن سعد " فنظر إليها فصعّد النّظر إليها وصوّبه " وهو بتشديد العين من صعّد والواو من صوّب، والمراد أنّه نظر أعلاها وأسفلها.
والتّشديد. إمّا للمبالغة في التّأمّل. وإمّا للتّكرير.
وبالثّاني جزم القرطبيّ في " المفهم " قال: أي: نظر أعلاها وأسفلها مراراً.
ووقع في رواية فضيل بن سليمان " فخفّض فيها البصر ورفّعه " وهما بالتّشديد أيضاً. ووقع في رواية الكشميهنيّ من هذا الوجه " النّظر " بدل البصر، وقال في هذه الرّواية " ثمّ طأطأ رأسه ": وهو