للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هر " بالترخيم. قال ابن بطال: كنَّا أبا هريرة , وهريرة تصغير هرة. فخاطبه باسمها مذكراً.

قوله: (سبحان الله) تعجّب من اعتقاد أبي هريرة التّنجّس بالجنابة , أي: كيف يخفى عليه هذا الظّاهر؟.

قال ابن بطَّال: التسبيح والتكبير. معناه تعظيم الله وتنزيهه من السوء , واستعمال ذلك عند التعجب واستعظام الأمر حسنٌ , وفيه تمرين اللسان على ذكر الله تعالى.

قوله: (إنّ المؤمن لا ينجس) تمسّك بمفهومه بعض أهل الظّاهر , فقال: إنّ الكافر نجس العين , وقوّاه بقوله تعالى (إنّما المشركون نجسٌ).

وأجاب الجمهور عن الحديث: بأنّ المراد أنّ المؤمن طاهر الأعضاء لاعتياده مجانبة النّجاسة بخلاف المشرك؛ لعدم تحفّظه عن النّجاسة.

وعن الآية: بأنّ المراد أنّهم نجسٌ في الاعتقاد والاستقذار.

وحجّتهم أنّ الله تعالى أباح نكاح نساء أهل الكتاب , ومعلوم أنّ عرقهنّ لا يسلم منه من يضاجعهنّ ومع ذلك فلم يجب عليه من غسل الكتابيّة إلاَّ مثل ما يجب عليه من غسل المسلمة , فدلَّ على أنّ الآدميّ الحيّ ليس بنجس العين. إذ لا فرق بين النّساء والرّجال.

وأغرب القرطبيّ في الجنائز من شرح مسلم. فنسب القول بنجاسة الكافر إلى الشّافعيّ.

وفي هذا الحديث استحباب الطّهارة عند ملابسة الأمور المعظّمة ,

<<  <  ج: ص:  >  >>