ويحتمل: أن تكون منقطعة بمعنى الإضراب. أي: بل هناك حكم آخر لا يعرفه ويريد أن يطّلع عليه، فلذلك قال: سل لي يا عاصم.
وإنّما خصّ عاصمًا بذلك لِما تقدّم من أنّه كان كبير قومه وصهره على ابنته أو ابنة أخيه، ولعلَّه كان اطّلع على مخايل ما سأل عنه , لكن لَم يتحقّقه فلذلك لَم يفصح به، أو اطّلع حقيقة لكن خشي إذا صرّح به من العقوبة التي تضمّنها من رمى المحصنة بغير بيّنة، أشار إلى ذلك ابن العربيّ , قال:
ويحتمل: أن يكون لَم يقع له شيء من ذلك , لكن اتّفق أنّه وقع في نفسه إرادة الاطّلاع على الحكم فابتلي به , كما يقال البلاء موكّل بالمنطق، ومن ثَمَّ قال: إنّ الذي سألتك عنه قد ابتليت به.
وفي حديث ابن مسعود عند مسلم " إن تكلم جلدتموه، أو قتل قتلتموه، وإن سكت سكت على غيظ ".
وهذه أتمّ الرّوايات في هذا المعنى.
قوله:(فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات في سورة النور {والذين يرمون أزواجهم}) في حديث سهل " فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك " ووقع في حديث ابن مسعود , إنّ الرّجل لَمَّا قال: وإن سكت سكت على غيظ، قال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: اللهمّ افتح، وجعل يدعو، فنزلت آية اللعان.
وهذا ظاهره أنّ الآية نزلت عقب السّؤال، لكن يحتمل أن يتخلل