علم بما وقع لهلالٍ أعلمه النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بالحكم، ولهذا قال في قصّة هلال:" فنزل جبريل " وفي قصّة عويمرٍ " قد أنزل الله فيك , فيؤوّل قوله: قد أنزل الله فيك , أي: وفيمن كان مثلك ".
وبهذا أجاب ابن الصّبّاغ في الشّامل قال: نزلت الآية في هلال، وأمّا قوله لعويمرٍ:" قد نزل فيك وفي صاحبتك " فمعناه ما نزل في قصّة هلال.
ويؤيّده: أنّ في حديث أنس عند أبي يعلى قال: أوّل لعان كان في الإسلام , أنّ شريك بن سحماء قذفه هلال بن أُميَّة بامرأته. الحديث.
وجنح القرطبيّ إلى تجويز نزول الآية مرّتين، قال: وهذه الاحتمالات وإن بعدت أولى من تغليط الرّواة الحفّاظ , وقد أنكر جماعة ذكر هلال فيمن لاعن.
قال القرطبيّ: أنكره أبو عبد الله بن أبي صفرة - أخو المُهلَّب - وقال: هو خطأ، والصّحيح أنّه عويمر. وسبقه إلى نحو ذلك الطّبريّ
وقال ابن العربيّ: قال النّاس: هو وهْم من هشام بن حسّان، وعليه دار حديث ابن عبّاس وأنس بذلك.
وقال عياض في " المشارق ": كذا جاء من رواية هشام بن حسّان , ولَم يقله غيره، وإنّما القصّة لعويمرٍ العجلانيّ، قال: ولكن وقع في " المدوّنة " في حديث العجلانيّ ذكر شريك.
وقال النّوويّ في مبهماته: اختلفوا في الملاعن على ثلاثة أقوال.