للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحيى بن القاسم بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ. وكان يقال له الشّبيه، والقاسم بن عبد الله بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب. وعليّ بن عليّ بن عبّاد بن رفاعة الرّفاعيّ - شيخ بصريّ من أتباع التّابعين - ذكر ابن سعد عن عفّان قال: كان يشبه النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

وإنّما لَم أدخل هؤلاء في النّظم لبُعد عهدهم عن عصر النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - , فاقتصرت على من أدركه. والله أعلم.

وأمّا شبهه في الخُلُق - بالضّمّ - فخصوصيّة لجعفرٍ , إلَّا أن يقال إنّ مثل ذلك حصل لفاطمة عليها السّلام، فإنّ في حديث عائشة ما يقتضي ذلك (١) , ولكن ليس بصريحٍ كما في قصّة جعفرٍ هذه.

وهي منقبةٌ عظيمةٌ لجعفرٍ، قال الله تعالى: {وإنّك لعلى خلقٍ عظيمٍ}.


(١) أخرجه أبو داود في " السنن " (٥٢١٧) والترمذي (٣٨٧٢) والنسائي في " فضائل الصحابة " (٢٦٤) عن عائشة قالت: ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: وكانت إذا دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - قام إليها فقبَّلها وأجلسها في مجلسه .. الحديث " وأصله في الصحيحين.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
قال الشارح في " الفتح " (١٠/ ٥١٠): قوله (سمتاً) بفتح المهملة وسكون الميم. هو حسن المنظر في أمر الدين , ويطلق أيضاً على القصد في الأمر وعلى الطريق والجهة.
قوله (دلاًّ) بفتح المهملة وتشديد اللام. هو حُسن الحركة في المشي والحديث وغيرهما , ويطلق أيضاً على الطريق.
قوله (وهدياً) قال أبو عبيد: الهدي والدل متقاربان يقال في السكينة والوقار , وفي الهيبة والمنظر والشمائل , قال: والسمت يكون في حسن الهيئة والمنظر من جهة الخير والدين لا من جهة الجمال والزينة , ويطلق على الطريق. وكلاهما جيد بأن يكون له هيئة أهل الخير على طريقة أهل الإسلام. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>